عنوان الفتوى : التأمين الجماعي بعد قراءة البقرة بدعة
يقرأ إمام الجمعة في جامعنا تقريبا كل جمعة أواخر سورة البقرة وعند انتهائه يقوم المأمومون بالتأمين بصوت عال . هل هذه بدعة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن تأمين المأمومين على قراءة الإمام لآخر سورة البقرة بصوت عالٍ أمر محدث لا نعلم أن أحدا من السلف فعله، فالواجب الانتهاء عن ذلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد . رواه مسلم. وفي لفظ: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا هو رد . وهذا التأمين عمل ليس عليه عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام، وإنما الذي ورد عنهم هو التأمين عقب قراءة الإمام لسورة الفاتحة فقط، قال صلى الله عليه وسلم: إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه. وقال ابن شهاب : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول آمين. رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. نعم قد روى ابن جرير بسند فيه انقطاع عن معاذ رضي الله عنه أنه كان إذا فرغ من هذه السورة قال: آمين. والإسناد ضعيف، والعلم عند الله، لأن أبا إسحاق السبيعي لم يدرك معاذا . ورواه وكيع عن سفيان عن ابن إسحاق عن رجل عن معاذ وهذا إسناد ضعيف فيه راوٍ مبهم. وهو أيضاً ليس فيه أن المأمومين يؤمنون على قراءة الإمام وإنما هو تأمين القارئ نفسه. وليُعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة، كما روى النسائي وأبو داود ، فليس من السنة ما يفعله بعض الناس من الاجتماع على قارئ يقرأ القرآن قبل الصلاة. والله أعلم.