عنوان الفتوى : حكم من أطال في قراءة القرآن الكريم زمن الشدة قليلًا
السؤال
حكم من أطال في الشدة قليلًا، كمثل من يأتي بخمس حركات وربع في المدة مثلًا، حيث رأيت أحد القراء نطق مثلي غالبًا، وقارئ آخر نطق بزمن أقصر، فهل هذه الأزمنة الخفيفة تؤثر في الشدة؟ وما مدتها الصحيحة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالتجويد على قسمين: واجب، ومستحب.
فالواجب منه هو إعطاء الحروف حقها، ومستحقها، بحيث يخرجها من مخارجها.
وأما المستحب، فما كان من قبيل التحسين، كالغنة، والمد، ونحو ذلك.
وما تسأل عنه هو من هذا الجنس الثاني، الذي لا تحرم به القراءة، وانظر الفتوى: 212107.
ويرجع في ضابط ذلك التجويد المستحب إلى أهل الخبرة، والاختصاص، دون غلو، أو إفراط؛ فإن العلماء حذروا من الإفراط في هذا الباب، بحيث يشتغل عن مقصود القراءة، ويعنى فقط بالمد، ونحوه من الحركات التحسينية، بل قد حذر الأئمة من المبالغة في الاعتناء بالحروف وإخراجها من مخارجها، بحيث يخرج عن حد الاعتدال.
ولابن القيم فصل حسن في هذا المعنى في إغاثة اللهفان، قال في خاتمته: والمقصود: أن الأئمة كرهوا التنطع، والغلو في النطق بالحرف.
ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم، تبين له أن التنطع، والتشدق، والوسوسة في إخراج الحروف، ليس من سنته. انتهى.
والله أعلم.