عنوان الفتوى : الداعية مطالب بأن يوازن بين حق الدعوة وحقوق الزوجة
أنا متزوجة بإمام في أمريكا، وأعاني من مشكلة تدمير حياتي، زوجي مشغول دائماً بإفتاء الناس في كل مكان والرجال والنساء يتصلون به عندما يرجع البيت، وأحياناً تستمر هذه المكالمة لنصف ساعة (أتكلم عن النساء)، وهو في البيت أيضاً يشتغل في بحث الفتاوى حتى يجيب الناس، ولا يذكرني ولا يلتفت إليَّ إلا في السرير (متأسفة على ما أقول) أو عند الأكل، حتى أنني أصبحت أعتقد أنني مجرد خادمة له فقط ، وهو في الحقيقة ليس سيئاً بمعنى الكلمة لكن المشكلة تكمن في أنه مشغول دائماً ، وهو يعطيني كافة حقوقي المالية ، ولكن ماذا أفعل بالمال في ظل غيابه المستمر، أنا غاضبة جداً عليه لما فعل معي أثناء زيارة والديه السنة الماضية فقد كانت أمه حسودة وكان التعامل معها صعبا فحدثت بيننا مشاكل عدة مما أدى به أن قال لي يوماً أنت طالق، ثم قال لي إن والديه هما الذين أمراه بطلاقي، فاستغربت معاملته وتفكيره، ونحن الآن مع بعضنا ولكني أغضب منه بسبب أي مشكلة صغيرة وأصبحت أشعر أنني أكرهه ، ولا أستطيع الكلام معه ولا أرى فيه إلا القبائح، ولي والدان منه آمل مشورتكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه يجب على الزوج أن يؤدي حقوق زوجته المادية والنفسية، من النفقة والفراش (الجماع) وإشباع حاجتها العاطفية وما إلى ذلك ، وقد بينا ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 38019، 3698، 17212، 27221، 13158. وإننا لننصح الأخ المسؤول عنه بأن يوازن بين حقوق الناس في الدعوة، وبين حق زوجته وأولاده عليه، فإن الله تعالى قد أمر بأن يُعطى كل ذي حق حقه، وطغيان الحقوق بعضها على بعض يؤدي إلى فشل الحياة الزوجية ودمارها، كما أننا ننصحه بعدم الإفراط في التحدث مع النساء، لأن ذلك يفضي في الغالب إلى ما لا تحمد عقباه، ولو كان في أمور الدين، كما أنه يضايق الزوجة لما يحويه صدرها من الغيرة، ومراعاة شعور الزوجة مطلوب في هذا الأمر وغيره، ونصيحتنا للزوجة أن تتروى في أمرها، ولا تسارع بطلب الفراق، وعليها أن تقدر ظروف زوجها (الداعية) لأن الداعية عليه مسؤوليات كثيرة يحتاج إلى من يعينه عليها، فعلى الزوجة أن تدعو لزوجها بأن يُوفق للموازنة بين حقها وحق الدعوة، وراجعي الفتوى رقم: 12755. والله تعالى يوفق الجميع لما يحب ويرضى. والله أعلم.