عنوان الفتوى : السباب لا يفسد الصوم
الشتم للآخرين هل يفطر في رمضان؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالحكمة من فرض الصوم هي تحصيل التقوى، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]. وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم حال أقوام في صومهم بقوله: رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش. رواه أحمد والحاكم . ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشتم وكافة أنواع الجهل، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أصبح أحدكم يوما صائما فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم إني صائم. وقال صلى الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. وبناء على ما تقدم، فإن على الصائم أن يبتعد عن كل هذه المنهيات، وإذا ارتكب شيئا منها، فليتب إلى الله منه، ومع ذلك، فليس شيء منها يفسد الصيام في رمضان، ولا في غيره، إذ الصيام هو ترك المفطرات من أكل أو شرب أو جماع ونحو ذلك، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وما لم يحصل شيء من المفطرات، فإن الصوم لا يفسد. والله أعلم.