عنوان الفتوى : معنى حديث (أسوأ الناس سرقة..)
أرجو بيان معنى حديث: "أسوأ الناس سرقة".
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحديث أسوأ الناس سرقة: رواه الإمام أحمد وغيره عن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها" وهو حديث صحيح بين النبي صلى الله عليه وسلم فيه وبلغة عجيبة حقيقة السرقة إذ إن السرقة نوعان: نوع متعارف عليه ونوع غير متعارف عليه، فنبه على الثاني وأنه أسوأ من الأول. وحاصل معنى الحديث: أن المصلي قد يصلي ولكنه لا يطمئن في صلاته فيخل بالركوع والسجود، أو لا يلقي لها بالاً فيخون تلك الأمانة ويسرق حق نفسه فلا يحصل له الخشوع الذي هو روح الصلاة، فيخرج من صلاته وجوارحه لم تتأثر، ولا أدل على ذلك مما نراه من كثير من المصلين أنهم يسئيون في معاملاتهم مع الناس ومع أهليهم وأولادهم، وفي أعمالهم، وما ذلك إلا أن قلوبهم وجوارحهم لم تخالطها بشاشة ولذة مناجاة الله في الصلاة، ولو كانوا كذلك لغير الله من أحوالهم. نسأل الله أن يرزقنا ذكره وشكره وحسن عبادته.
والله أعلم .