عنوان الفتوى : لا يشرع التلفظ بنية الصوم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن النية محلها القلب، ولا يشرع التلفظ بها، ولم ينقل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الصيام في رمضان أنهم كانوا يجددون النية كل ليلة قبل الصلاة. وقد نص بعض أهل العلم على أن نية صيام الشهر في بدايته تكفي لبقيته، وكذلك كل صوم يجب تتابعه تجزئ فيه النية عند بدايته، ولا يلزم تجديدها كل ليلة، وهو مذهب المالكية ومن وافقهم. قال العلامة خليل بن إسحاق المالكي في مختصره: وكفت نية لما يجب تتابعه. وقال ابن أبي زيد في الرسالة: ويبيت الصيام في أوله، وليس عليه البيات في بقيته. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وإنما لكل امرئ ما نوى. وهذا نوى صيام جميع الشهر، فوجب أن يكون له، ولأنه عبادة واحدة تكفيها نية واحدة. ومع ذلك، فلو نوى كل ليلة، لكان أحسن وأحوط، مراعاة لقول من قال بوجوبها، وخروجا من الخلاف. قال النفراوي: والمنفي هو وجوب تبييت النية كل ليلة، فلا ينافي أنه يستحب تبييتها كل ليلة لمراعاة الخلاف.. والحاصل أن ما يفعله هؤلاء من إعلان النية كل ليلة قبل الصلاة، لا ينبغي، وتكفيهم نية صيام الشهر كله من بدايته، وإن جددوا النية كل ليلة دون إعلان، كان ذلك حسنا. والله أعلم.