عنوان الفتوى : تزوج من المطلقة دون الالتفات للأوهام والشكوك
كما هو معلوم فإن ديننا الحنيف يحث على الزواج من المطلقات، وعلى جبر خواطرهن المكسورة. أنا شاب في بداية الثلاثينيات، لم أتزوج، ولم أقم علاقات محرمة مع نساء من قبل، وأصوم، وأصلي، وأنأى بنفسي عما حرم الله. سمعت عن فتاة مطلقة، ذات خلق ودين وجمال، ليس لديها أطفال، وأنا لا مشكلة لديَّ من الزواج بامرأة مطلقة، طالما أن الشرع يبيح ذلك ويباركه. مشكلتي الوحيدة في الزواج بمطلقة هي مع الصور والفيديوهات التي تكون قد أخذتها مع زوجها السابق. كما لا يخفى عنكم، فإننا نعيش في عصر تكنولوجي متقدم، وثورة معلوماتية هائلة، وأن أيَّ صورة أو فيديو يمكنها التسرب لوسائل الإعلام خلال ثوان للعالم كله. وإذا ما أراد أحد النيل مني أو إغاظتي (سواء الزوج السابق أو غيره) فليس من الصعوبة الحصول على صور الزواج السابق وتسريبها. وكما سبق أن ذكرت، فإن العصر التكنولوجي المتقدم الذي نعيشه، يصعب جدا بل يستحيل معه محو كل تلك الصور أو الفيديوهات من كل مكان، ومن كل الأطراف على الإطلاق. فهذا هو الأمر الوحيد الذي يعيقني من الزواج بالمطلقة. أفيدوني برأيكم، وجزاكم الله خيرا. ملاحظة: يرجى عدم إظهار الاسم والايميل في حالة تعميم ونشر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالاعتبار الذي ينبغي الأخذ به عند اختيار الزوجة هو الدين؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ؛ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. متفق عليه.
وكون المرأة مطلقة ليس عيباً يقدح فيها، بل قد تكون الثيب أولى في بعض الأحوال كما حدث مع جابر رضي الله عنه، والنبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج خديجة رضي الله عنها ثيبا، وكانت تكبره بكثير، ولم يتزوج بكرا غير عائشة، وانظر الفتوى رقم: 38069.
فإن كانت المرأة التي تريد زواجها صالحة، فلا حرج عليك في زواجها، ولا تلتفت لمثل هذه الشكوك والاحتمالات البعيدة، فقد قيل إنّ النادر لا حكم له، ولا يزال الرجال يتزوجون المطلقات، ولا يحصل معهم مثل هذه الأمور التي ذكرتها.
فأعرض عن هذه الأوهام، وتوكل على الله.
والله أعلم.