عنوان الفتوى : حقوق الله مبنية على المسامحة بخلاف حقوق العباد
علي ديون ولم أكن أعلم خطورة الدين في الإسلام فتجاهلته، وعاهدت الله أن أتصدق بمبلغ شهري من راتبي ما دمت أعمل، وتجاهلت ذلك الأمر أيضا لمدة سنة، فأصبح علي دين آخر لله، والآن أنا علمت خطورة الدين وتبت إلى الله، فبأي الدينين أبدأ؟ هل بالدين للناس أم بالصدقة التي عاهدت الله عليها وتجاهلتها لمدة عام؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الواجب عليك التوبة إلى الله عز وجل من تَجَاهل ديون الناس، ومن نقض العهد الذي عاهدت الله عز وجل عليه. وأما بأي الدَيْنَيْن تبدئين؟ فاعلمي أن حقوق الله عز وجل مبنية على المسامحة والعفو إذا تاب الإنسان من تضييعها، وأما حقوق العباد، فمبنية على المطالبة والمُشاحَّة، ولا تسقط ولا تبرأ الذمة إلا بأدائها. فابدأي بتسديد الديون التي عليك للناس قبل أن يأتي يوم القيامة وليس هناك درهم ولا دينار، وإنما السداد بالحسنات والسيئات. وأما عهد الله، فإن كنت تقصدين به عقد اليمين، فالواجب عليك أن تكفري كفارة يمين، لأنك حَنِثْت في هذه اليمين، وكفارة اليمين هي: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة. فإن لم تجدي أو لم تستطيعي، فصومي ثلاثة أيام. ولمزيد من الفائدة، نحيل السائل إلى الفتوى رقم: 10145 على الموقع. والله أعلم.