عنوان الفتوى : هل ينال الوالدان الثواب بمجرد عمل الولد

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله فتوى رقم 38336 لم تجب عن سؤالي كما أحببت، لأن

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يثاب الوالد أو الوالدة على عمل يعمله ولدهما إلا إذا كان هذا العمل نتيجة تربيتهم لهذا الولد أو نصحهم وتوجيههم وتعليمهم ونحو ذلك، مما يكون له أثر في اهتداء الوالد لهذا العمل، ويجعلهما داخلين في مضمون قوله صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى فإن له من الأجر مثل أجور من تبعه. رواه مسلم. أما أن يثاب بمجرد عمل الولد، فهذا مخالف للنصوص الشرعية الدالة على أن الإنسان لا يستحق إلا عمله، لقوله تعالى: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى [النجم:39]. فهذه الآية تبين أنه ليس للإنسان إلا عمله استحقاقا بطريق العدل، ولا يعترض على تفسير الآية بهذا بأن الميت ينتفع بما يهديه إليه غيره من الثواب كثواب الصدقة وقراءة القرآن، ونحو ذلك من عمل الغير الذي قد يستفيد منه الميت، لأننا نقول: إن ذلك بشرط أن يعمل الغير العمل ثم يهدي ثوابه للميت، وسواء في ذلك الولد وغيره. أما أن يستحق الوالد أو الوالدة الثواب بمجرد ما يعمله الولد من أعمال لم يهد لهما ثوابها، ولم يكن لهما أثر في التوجيه إليها، فليس في النصوص الشرعية ما يدل عليه، وليس الإنجاب بمجرده كافيا في أن يثاب الوالد أو الوالدة بمجرد عمل الولد، وإلا لكان كافيا في أن يعاقبا بمجرد معصيته. ومما يؤيد ما ذكرنا، قوله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله، إلا من ثلاث: ولد صالح يدعوله.. رواه مسلم. فلم يقل ولد صالح فقط، إنما قال: "ولد صالح يدعو له" مما يدل على أن استمرارية الأجر ليست فقط بصلاح الولد. والله أعلم.