عنوان الفتوى : من مكارم الأخلاق أن تعفو عمن ظلمك
هل يعفو الرجل عن من اعتدى عليه وهو لا يقدر على الرد عليه؟ ألا يعد ذلك هوانا وذلا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد تظافرت نصوص القرآن والسنة على فضل العفو والصفح ، وأنه سبيل لعزة المظلوم عند الله تعالى، وقد مضت الأدلة على هذا في الفتوى رقم: 27841 وهذا الأجر يعم كل مظلوم سواء كان قادراً على الانتقام فصفح أو عاجزاً عنه، وذلك لعدم ورود ما يدل على التفريق بينهما شرعاً. ولا يتصور بحال أن يكون ذلك منقصة بل هو رفعة؛ لأن المظلوم بفعله ذلك تفضل على من ظلمه بعدم مكافأته على ذلك الخلق المشين شرعاً وطبعاً، لعموم قول الله تعالى: والعافين عن الناس، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: وتعفو عمن ظلمك. ، قال الخادمي: مالاً أو بدناً أو عرضاً سيما عند القدرة. ، وقال العدوي في حاشيته عند قول صاحب الرسالة: ومن مكارم الأخلاق أن تعفو عمن ظلمك. ، قال: أي تعدى عليك بشتم أو ضرب أو أخذ مال. والله أعلم.