عنوان الفتوى : الضبط الصحيح لاسم الله: (الستير).

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل إسم الله ينطق ( سَتِير) بفتح السين، وكسر التاء، أم ( سِتِّير ) بكسر السين والتاء مع تشديد التاء. درستها ( سَتِير ) الأولي، في أحد المنظومات. وقالت لي إحدي المعلمات ( سِتِّير ) الثانية، الصواب. وقال لي أحدهم ينطق الإثنان. فما هو الصواب . وبارك الله فيكم.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

الحمد لله.

أولًا:

روى الإمام أحمد (17970) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ ‌حَيِيٌّ ‌سِتِّيرٌ، ورواه أبو داود: (4012)، والنسائي: (406).

قال "البيهقي": "قلت: وقوله ستِّير ، يعني أنه ساتر يستر على عباده كثيرًا ولا يفضحهم في المشاهد، كذلك يحب من عباده الستر على أنفسهم ، واجتناب ما يشينهم، والله أعلم"، "الأسماء والصفات" (1/ 224).

ثانيًا:

اختلف العلماء في ضبط (ستير) على أقوال:

الأول: فذهب الأكثر إلى أنه بوزن رَحِيم، أي: بسين مفتوحة، وتاء مكسورة، وكذلك ضبطه "ابن الأثير" قال: "فِيهِ إِنَّ اللَّهَ ‌حيِىٌّ ‌سَتِيرٌ يُحِبُّ الحَياء والسَّتْرَ سَتِيرٌ: فَعِيل بِمَعْنَى فَاعِل: أَيْ مِنْ شَأنه وإرادتَهِ حُبُّ السَّتر والصَّون"، "النهاية في غريب الحديث والأثر" (2/ 341).

وكذلك ضبطه "السيوطي": "‌حَيِيٌّ ‌سَتِيرٌ بِوَزْنِ رَحِيمٍ""، "حاشية السيوطي على سنن النسائي" (1/ 200).

وقال "الشوكاني": "قَوْلُهُ: (سَتِيرٌ) ‌بِسِينٍ ‌مُهْمَلَةٍ ‌مَفْتُوحَةٍ ‌وَتَاءٍ ‌مُثَنَّاةٍ مِنْ فَوْقٍ مَكْسُورَةٍ وَيَاءٍ تَحْتِيَّةٍ سَاكِنَةٍ ثُمَّ رَاءٍ مُهْمَلَةٍ. قَالَ فِي النِّهَايَة: فَعِيلَ بِمَعْنَى فَاعِل"، انتهى.

"نيل الأوطار" (1/ 316).

وكذلك ضبطه "الأثيوبي" في شرح "سنن النسائي"، بالتخفيف، وذكر أن أهل اللغة لم يثبتوا التشديد، يقول: "(ستير) - بفتح السين وكسر التاء - فعيل بمعنى فاعل، هكذا ضبطه في "اللسان"، وقال السيوطي في شرحه لهذا الكتاب: سَتير بوزن رحيم، قال في النهاية: فَعيل بمعنى فاعل، أي من شأنه حب الستر والصيانة.

وفي المختار: وسَتيِر، أي عفيف، والمرأة سَتيرَة. اهـ. ومثله في القاموس، وفي التاج ضبطه كأَمِير.

قال الجامع: وضبطه بعضهم كسِجِّين -بكسر فتشديد- ولا أعلم صحته، لأن أهل اللغة ما أثبتوه فتبصر".

"ذخيرة العقبى في شرح المجتبى" (5/ 517 - 518).

الثاني: أنه على وزن صدِّيق، أي: بسين مكسورة، وتاء مشددة، وكذا ضبطه "المناوي" قال في شرح الاسم: (سِتِّير) "بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيد، ‌تَارِك ‌لحب ‌القبائح سَاتِر للعيوب والفضائح"، انتهى.

"التيسير بشرح الجامع الصغير" (1/ 251).

وأجاز بعض العلماء فيه الوجهين، قال "الفتني الهندي": «"وهو ‌كسكِّيت بكسر وتشديد، ويجوز فتحه والتخفيف"، انتهى.

"مجمع بحار الأنوار" (3/ 31).

ونقل الأوجه في "عون المعبود" (11/ 34).

وقال "الدهلوي": "بالتشديد، وصحح أيضًا ‌بفتح ‌السين ‌والتخفيف (فعيل) بمعنى (فاعل)، أي: لا يفضح عباده ويستر قبائحهم، فلابد للعباد أن يتخلقوا مهما أمكن بالحياء والستر، فافهم"، انتهى.

"لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح" (2/ 179).

ومما ينبغي التنبيه عليه هنا:

أن هذه الصيغة قد يوصف بها العبد، فيمدح بكثرة سِتره، وتستره، فيقال: هو "سِتِّير" أو "سَتير"؛ وقد ثبت ذلك في وصف موسى عليه السلام؛ أنه كان : ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لاَ يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ ) رواه البخاري (3404) ومسلم (339) وهذا لفظ البخاري.

وقد ضبط في الحديث بالوجهين. انظر: "فتح الباري" (6/436)، "إرشاد الساري" (5/384).

غير أن الشأن في الخبر عن الله بهذا ، أو إطلاق ذلك "اسما" على الله تعالى يختلف، فإنه يقال هنا: قد سبق بيان أن المعروف في اللغة وكتبها ضبط هذا الاسم بالفتح والتخفيف، وهذا هو الشائع المعروف في أوزان أسماء الله تعالى وصفاته؛ أن تأتي على باب (فَعِيل)؛ مثل : رحيم، وقدير، وكريم، وعزيز ... ونحو ذلك كثير؛ وإجراء هذا الوصف على المعهود المعروف في أوزان أسماء الله تعالى: آكد، وأولى، من إجرائه على باب لا يعلم له نظير في أسماء الله الحسنى، ويقل مثله في أوزان المدح وصيغه في اللعة.

فالحاصل: أن أكثر العلماء على ما ضبطه بفتح السين، وكسر التاء، على وزن : رحيم، وقدير، ونحو ذلك. وهذا هو الراجح في ضبط الاسم.

قال الشيخ "البراك": "الضَّبطُ الصَّحيح: سَتِيْر، ذكرَ بعضُ المحققين أنَّ اللَّفظَ الصَّحيحَ لغةً وروايةً: "سَتِيْر"، أنَّ هذا هو لفظُ.. هذا ضبطُ الكلمةِ"، انتهى، من موقعه.

https://sh-albarrak.com/article/16119

وانظر للتوسع في معنى هذا الاسم: (218083).

والله أعلم