عنوان الفتوى : المقصود من الطهارة في حديث: "من بات طاهرًا بات في شعاره ملك.."
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بات طاهرًا، بات في شعاره ملك، لا يستيقظ ساعة من الليل، إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلانًا، فإنه بات طاهرًا"، هل المقصود من "طاهرًا"، أي: متوضئًا، أم يكون طاهرًا بغير وضوء؟ وشكرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ورد الترغيب في الطهارة عند النوم؛ ففي صحيح ابن حبان, وغيره، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بات طاهرًا؛ بات في شعاره ملك، فلم يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان؛ فإنه بات طاهرًا. وهو حديث حسن صحيح. كما قال الشيخ الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان.
وفي رواية حسنها الألباني في صحيح الجامع: طهروا هذه الأجساد، طهركم الله؛ فإنه ليس عبد يبيت طاهرًا، إلا بات معه ملك في شعاره، لا ينقلب ساعة من الليل، إلا قال: اللهم اغفر لعبدك؛ فإنه بات طاهرًا.
والطهارة عند النوم هنا تشمل الوضوء, وطهارة البدن من النجاسات, بل قد تشمل أيضًا طهارة الباطن بالتوبة إلى الله تعالى، قال الصنعاني في التَّنوير شَرْح الجَامِع الصَّغِيرِ: (فإنه) أي: الشأن. (ليس عبد يبيت طاهرًا) من النجاسات، أو متوضئا وضوءه للصلاة؛ لما أخرجه أحمد، والبخاري، والترمذي من حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع" الحديث. وإذا كان هذا في طهارة الظاهر، فطهارة الباطن بأن تبيت تائبًا من كل ذنب، أفضل وآكد؛ فإن النوم شبيه بالموت، وربما أتاه الموت في نومه. انتهى.
وقال المناوي فيض القدير: (فإنه بات طاهرًا) والطهارة عند النوم قسمان: طهارة الظاهر، وهي معروفة، وطهارة الباطن، وهي بالتوبة، وهي آكد من الظاهرة؛ فربما مات في نومه وهو متلوث بأوساخ الذنوب، فيتعين عليه التوبة، وأن يزيل من قلبه كل شيء، وحقد، ومكروه لكل مسلم. انتهى.
والله أعلم.