عنوان الفتوى : زينت حواء لآدم الأكل من الشجرة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : هل هناك دليل في القرآن و السنة على أن حواء هي التي أكلت التفاحة و أغرت سيدنا آدم ليأكلها . جزاكم الله خيراً

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه قد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا حواء لم تَخُن أنثى زوجها الدهر. قال النووي رحمه الله: قال القاضي: ومعنى الحديث: أنها أم بنات آدم فأشبهنها ونزع العرق لما جرى لها في قصة الشجرة مع إبليس فزين لها أكل الشجرة فأغواها فأخبرت آدم بالشجرة فأكل منها. اهـ وقال الحافط في الفتح: قوله: "لم تخن أنثى زوجها" فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك، فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهها بالولادة ونزع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول، وليس المراد بالخيانة هناك ارتكاب الفواحش، حاشا وكلا، ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسنت ذلك لآدم، عد ذلك خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء، فخيانة كل واحدة منهن بحسبها، وقريب من هذا حديث جحد آدم فجحدت ذريته. اهـ. وأما ما رود في السؤال من أن الشجرة التي أكلا منها هي التفاحة، فهذا ليس عليه دليل، وليس في كتاب الله أو سنة رسول الله الصحيحة شيء يعيِّن هذه الشجرة. قال ابن كثير رحمه الله بعد أن نقل روايات في تعيين الشجرة التي أكل منها آدم وحواء: قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله: والصواب في ذلك أن يقال إن الله عز وجل نهى آدم وزوجته عن أكل شجرة بعينها من أشجار الجنة دون سائر أشجارها، فأكلا منها، ولا علم عندنا بأي شجرة كانت على التعيين، لأن الله لم يضع لعباده دليلا على ذلك في القرآن والسنة الصحيحة. والله أعلم.