عنوان الفتوى : حكم صلاة الجماعة للبالغ حديثًا وحكم طاعة الأم في ترك الجماعة
1- هل حكم صلاة الجماعة يختلف بالنسبة للبالغين منذ فترة ليست بالطويلة، أي: ما زالوا لم يبلغوا سن الشباب، ولكنهم في حكم البالغين؟ 2- أمي تنهاني عن صلاة الفجر في جماعة بسبب وجود بعض اللصوص، وحدوث الكثير من الجرائم عمومًا، مع أنه لا يوجد خطر معين في المكان الذي أعيش فيه، فما حكم طاعتها؟ 3- من يترك صلاة الجماعة دون عذر، ثم يعمل عملًا صالحًا في الوقت الذي تقام فيه صلاة الجماعة، فهل يثاب على عمله، أم إنه من باب ما بني على حرام، فهو حرام؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن سؤالك عدة أمور, وسيكون الجواب في النقاط التالية:
1ـ التكاليف الشرعية يخاطب بها الشخص بمجرد بلوغه, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة، عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم. رواه أبو داود, وغيره، وصححه الشيخ الألباني.
وعلى هذا؛ فإن الخطاب بصلاة الجماعة متجه للشخص البالغ، لا فرق في ذلك بين البالغ حديثًا, وبين الشيخ المسن, فالمدار على البلوغ بغض النظر عن المدة الزمنية التي مضت بعده.
2ـ إذا كانت أمّك تخشى عليك ضررًا من الذهاب إلى المسجد، فيتعين عليك أن تطيعها في ترك الذهاب إلى المسجد، فالجماعة يجزئ فعلها في كل مكان، ولا يتعين المسجد لفعلها، فبإمكانك أن تصلي جماعة مع أمّك في البيت، أو مع بعض أهلك؛ وبذلك تحصل على فضيلة الجماعة، كما هو مبين في الفتوى رقم: 128394.
3ـ أما كون المتخلف عن صلاة الجماعة، يحرم عليه العمل الصالح في وقت صلاتها, ولا يثاب عليه, فلم نقف على من قال بهذا من أهل العلم.
والجمهور على أن صلاة الجماعة في المسجد غير واجبة, كما سبق في الفتوى رقم: 191365.
والله أعلم.