عنوان الفتوى : هل يخفف الموت عن الذي سأل الله تعالى الشهادة بصدق؟
بارك الله فيكم على مجهوداتكم، وجزاكم الله خيرًا. هل أهل غزة وسكانها من المرابطين في سبيل الله؟ وهل ينطبق عليهم -بإذن الله- حديث النبي صلى الله عليه وسلم: كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ، إِلاَّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ؟ ومَن سأل الله الشهادة بصدق مثلًا من النساء، ولا تستطيع الجهاد بالسلاح، فهل تؤجر بأجر الشهيد كاملًا، وإن ماتت على فراشها؟ وهل تشعر بألم الموت أم إنها تشعر كَمَسِّ القَرْصة؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن بينا معنى الرباط وفضله، وشروط نيل ثوابه، وذلك في الفتوى رقم: 248878، كما بينا في الفتوى رقم: 70677 أن بقاء المسلم في أرض فلسطين هو من الرباط في سبيل الله تعالى، ويرجى لأصحابه أن ينالوا ثوابه، وكذا الإقامة في الشام، كما في الفتوى رقم: 117875.
ومن سأل الله تعالى الشهادة بصدق، نال ثوابها -إن شاء الله تعالى-؛ سواء كان في فسلطين، أم في أي مكان؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ. رواه مسلم.
ويرجى له أيضًا أن ينال ما يناله شهيد المعركة من تخفيف الموت، بحيث يجد منه كألم القرصة، فقد ذكر شراح الحديث أن قوله صلى الله عليه وسلم: مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ القَتْلِ، إِلا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ القَرْصَةِ. رواه الترمذي. قالوا: هذا يشمل الشهيد الحكمي، قال ملا القاري في مرقاة المفاتيح: الشهيد، أي: الحقيقي، وفي معناه الحكمي، لا يجد ألم القتل، وفي رواية: مس القتل، أي: شدة الموت، إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة، وفي رواية: مس القرصة، وهي بفتح القاف وسكون الراء، هي المرة من القرص، وهو عض النملة الإنسان ... اهـــ.
والله تعالى أعلم.