عنوان الفتوى : مد الإنسان رجليه بين الجالسين يختلف حكمه حسب الأحوال
ما حكم أن يجعل رجله أمام وجه شخص، ولا يقصد أن يهينه، أو يسيء إليه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مدّ الرجلين إلى جهة شخص ـ إذا لم يكن فيه أذية له ـ مباح, لكن بعض أهل العلم يعده من من خوارم المروءة, فينبغي الابتعاد عنه, إلا إذا كان الشخص معذورا.
يقول ابن قدامة في المغني: فأما المروءة فاجتناب الأمور الدنيئة المزرية به، وذلك نوعان؛ أحدهما، من الأفعال، كالأكل في السوق. يعني به الذي ينصب مائدة في السوق، ثم يأكل والناس ينظرون. ولا يعني به أكل الشيء اليسير، كالكسرة ونحوها. أو يمد رجليه في مجمع الناس. انتهى
ويقول الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع: قالوا: ومما يخرم المروءة أن يمد الإنسان رجله بين الجالسين؛ لأنه من العادة أن الإنسان يوقر جلساءه، وأن لا يمدّ رجليه بينهم، ولكن هذا في الحقيقة يختلف، فإذا كان الإنسان معذورا وعرف الجالسون أنه معذور، فإن ذلك لا يعد خارما للمروءة؛ لأنهم يعذرونه، أو كان الرجل استأذن منهم وقال: ائذنوا لي، ففعل فليس خارما للمروءة، أو كان الإنسان بين أصحابه وقرنائه، ففعل ومدّ رجله بينهم وهم جلوس، فهذا لا يعد خارما للمروءة، ومن الأمثال العامية «عند الأصحاب ترفع الكلفة في الآداب». انتهى
أما إن كان الجالس يتأذى بهذا الفعل المسؤول عنه, فإنه لا يجوز, وراجع الفتوى رقم: 284695 عن حرمة أذية المسلم بأي وجه.
والله أعلم.