عنوان الفتوى : الاجتماع لقراءة القرآن وإهداء ثواب القراءة للميت
أريد أن أقرأ القرآن وأختمه على أقاربي المتوفين، وأن أشارك مع إخوتي وأقاربي في القراءة على نفس الشخص، فهل يجوز هذا؟ وهل يصل الثواب للمتوفى؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالمفتى به عندنا أنه يجوز للمسلم أن يقرأ القرآن، ثم يدعو الله تعالى بأن يجعل ثواب ما قرأه في ميزان حسنات من شاء من موتى المسلمين من أقاربه، أو غيرهم، وانظر الفتوى رقم: 200902، لكن الاجتماع لأجل ذلك يعتبر بدعة محدثة، وانظر الفتوى رقم: 38105، والفتوى رقم: 32355، والفتوى رقم: 2504.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن قراءة القرآن ثم إهداء ثوابه للميت، يعتبر بدعة في الأصل، لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن صحابته، ولا ينتفع الميت بذلك، فقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: هل يصل ثواب قراءة القرآن وأنواع القربات إلى الميت؟ سواء من أولاده، أو من غيرهم؟
فأجابت: لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم -فيما نعلم- أنه قرأ القرآن ووهب ثوابه للأموات من أقربائه، أو من غيرهم، ولو كان ثوابه يصل إليهم لحرص عليه، وبينه لأمته؛ لينفعوا به موتاهم، فإنه عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين رؤوف رحيم، وقد سار الخلفاء الراشدون من بعده، وسائر أصحابه على هديه في ذلك -رضي الله عنهم-، ولا نعلم أن أحدًا منهم أهدى ثواب القرآن لغيره، والخير كل الخير في اتباع هديه صلى الله عليه وسلم، وهدي خلفائه الراشدين، وسائر الصحابة -رضي الله عنهم-، والشر في اتباع البدع، ومحدثات الأمور؛ لتحذير النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: «إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»، وقوله: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد» وعلى هذا؛ لا تجوز قراءة القرآن للميت، ولا يصل إليه ثواب هذه القراءة، بل ذلك بدعة، أما أنواع القربات الأخرى، فما دل دليل صحيح على وصول ثوابه إلى الميت، وجب قبوله، كالصدقة عنه، والدعاء له، والحج عنه. وما لم يثبت فيه دليل، فهو غير مشروع حتى يقوم عليه الدليل. وعلى هذا؛ لا تجوز قراءة القرآن للميت، ولا يصل إليه ثواب هذه القراءة في أصح قولي العلماء، بل ذلك بدعة. اهـ.
والله تعالى أعلم.