عنوان الفتوى : دواء من ابتلي بوسواس الطلاق
ذهبت إلى بيت أهلي سألتني أختي عن أخبار زوجتي فقلت ( أنا مش عايزها) بصوت لم تسمعه أختي بعدها بدأت أفكر هل وقع بهذا طلاق واستمر بي التفكير إلى أن جاء في ذهني كلمة ( أنا طلقتها ) وعند الشروع في النطق بها أطبقت الفكين العلوي والسفلي وألصقت الأسنان بعضهما ببعض وشهقت الهواء إلى الداخل وصدر صوت قريب من صوت الشين مما تعذر معه من التيقن هل أكملت كلمة ( أنا طلقتها ) أم لا بسبب التشويش الذي حدث مني على الكلمة؟ وبدأت آتي بكلمات أخرى غير كلمة الطلاق مع إصدار نفس الصوت السابق ثم بكلمة الطلاق إلى أن حدث في إحدى المرات أن سمعت كلمة ( أنا طلق ) بالفعل الماضي دون نطق التاء والهاء والأن البقاء في مثل هذا الزواج مع هذا الهم والغم والإحساس وأني ربما أعيش في الحرام مع انتفاء السكن والطمأنينة هل مبرر للطلاق بصورة لا تشوبها الشكوك مع الإحسان في ذلك لأني مهما حاولت من إصلاح نفسي عاجز عنها
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته في سؤالك مجرد وساوس لا يقع بها الطلاق ، فلا تلتفت لهذه الشكوك و الوساوس، و أعرض عنها بالكلية، واعلم أنّ الطلاق مباح عند الحاجة، لكن تطليق الزوجة للتخلص من ضغط الوساوس والشكوك مسلك غير سديد، قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- : وقد ذكر لي بعض الناس الذين ابتلوا بمثل هذا أنه قال مرة من المرات ما دمت في قلق وتعب سأطلق فطلق بإرادة حقيقية تخلصاً من هذا الضيق الذي يجده في نفسه، وهذا خطأ عظيم والشيطان لا يريد لابن آدم إلا مثل هذا أن يفرق بينه وبين أهله، ولا سيما إذا كان بينهم أولاد فإنه يحب أن يفرق بينهم أكثر لعظم الضرر والعدو كما هو معلوم لكل أحد يحب الإضرار بعدوه بكل طريق وبكل وسيلة، والطريقة التي فعلها هذا الذي ذكر لي الطريقة ليست بصواب، وليس دواء من ابتلي بالوسواس أن يوقع ما يريده الشيطان منه بل دواؤه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. فتاوى نور على الدرب - لابن عثيمين - ( / 3)
فأمسك زوجتك، وعاشرها بالمعروف، ولا تلتفت للوساوس، واستعن بالله، ولا تعجز.
والله أعلم.