عنوان الفتوى : حكم إصلاح الأخطاء المطبعية التي تكون في بعض الأحاديث النبوية
إذا كان في كتاب مكتوب من ضمن حديث: (وما أعطي أحد عطاء خيرا، وأسع من الصبر) فهل فيها خطأ؟ وهل أعدلها إلى أوسع؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا حرج في تصحيح الخطأ الوارد في الحديث، إذا ظهر أنه خطأ مطبعي فعلا، كالخطأ المشار إليه في السؤال؛ فإن الكلمة الصحيحة "أوسع من الصبر" وليس "أسع" وهذا النوع من الخطأِ الظاهر يصحح، ولو جاء في رواية مسندة، فأحرى لو جاء في كتاب غير مسند ينقل من الكتب المسندة.
وقد ذكر العلماء في كتب المصطلح، مسألة إصلاح اللحن إذا وقع في الرواية المسندة للحديث.
قال الأوزاعي: لا بأس بإصلاح الخطأ واللحن والتحريف في الحديث.
وقال علي بن الحسن بن شقيق: قلت لعبد الله (يعني ابن المبارك): الرجل يسمع الحديث فيه اللحن، يقيمه؟ قال: "نعم، كان القوم لا يلحنون.
قال الحافظ العراقي في الألفية:
وَإِنْ أَتَى فِي الأَصْلِ لَحْنٌ أَوْ خَطَا ... فَقِيْلَ: يُرْوَى كَيْفَ جَاءَ غَلَطَا
وَمَذْهَبُ الْمُحَصِّلِيْنَ يُصْلَحُ .......... وَيُقْرَأُ الصَّوَابُ وَهْوَ الأَرْجَحُ
فِي اللَّحْنِ لاَ يَخْتَلِفُ الْمَعْنَى بِهِ .....
قال زكريا الأنصاري في النكت الوافية: لا سِيَّمَا في اللَّحْنِ الذي لا يختلفُ المعنى بهِ، معناه أنَّ إصلاحَ هذا آكدُ من إصلاحِ غيرِهِ ... اهـ.
والحاصل أنه لا حرج في إصلاح ذلك الخطأ، وإضافة الواو في تلك الكلمة، حتى تقرأ على الوجه الصواب.
والله تعالى أعلم.