عنوان الفتوى : نزل عليها أوساخ أو كدرة في موعد الدورة الشهرية فهل تصلي وتصوم؟
أتى موعد الدورة الشهرية عندي ولم تنزل بشكل واضح وإنما بشكل أوساخ أو كدرة من أربعة أيام تنزل كأوساخ فهل أصوم وأصلي مع العلم أني أخذ علاج منع الحمل وقد وقفته كما العادة لكي تنزل الدورة وكذالك أخذ علاج نفسي هل أخذ منظم دورة وأصلي وأصوم أو أنتظر أيام الدورة تنتهي وأعود للحبوب منع الحمل أو ماذا أصنع بالصوم والصلاة؟
الحمد لله.
أولا:
حكم الكدرة والصفرة في زمن الحيض
الكدرة والصفرة، إن نزلت مجردة عن الدم، في زمن العادة، فهي حيض عند جماهير أهل العلم، وهو القول الراجح، المفتى به عندنا.
فقد : كُنَّ نِسَاءٌ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ بِالدُّرْجَةِ فِيهَا الكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ ، فَتَقُولُ : " لاَ تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ القَصَّةَ البَيْضَاءَ " ، تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنَ الحَيْضَةِ.
ذكره البخاري معلقاً بصيغة الجزم في " صحيحه " ، " فتح الباري " (1/420) .
ووصله الإمام مالك في " الموطأ – تحقيق الأعظمي " (189) ، وصححه الألباني في " إرواء الغليل " (1/218) .
وروى الدارمي في " السنن " (885) نحوه بلفظ : " كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَنْهَى النِّسَاءَ أَنْ يَنْظُرْنَ لَيْلًا فِي الْمَحِيضِ ، وَتَقُولُ : إِنَّهُ قَدْ يَكُونُ الصُّفْرَةَ وَالْكُدْرَةَ " .
قال ابن رجب رحمه الله تعالى :
" ودل قول عائشة رضي الله عنها هذا ، على أن الصفرة والكدرة في أيام الحيض : حيض ، وأن من لها أيام معتادة تحيض فيها ، فرأت فيها صفرة أو كدرة : فإن ذلك يكون حيضاً معتبراً .
وهذا قول جمهور العلماء ، حتى إن منهم من نقله إجماعا ، منهم : عبد الرحمن بن مهدي ، وإسحاق بن راهويه .
ومرةً خص إسحاق حكاية الإجماع بالصفرة دون الكدرة .
ولكن ذهب طائفة قليلة ، منهم : الأوزاعي ، وأبو ثور ، وداود ، وابن المنذر ، وبعض الشافعية إلى أنه لا يكون ذلك حيضاً حتى يتقدمه في مدة العادة دم " انتهى من " فتح الباري " (2/125 - 126).
وقد سبق بيان ذلك في جواب سؤال: حكم الصفرة والكدرة قبل الحيض وأثناءه وبعده
وينظر للفائدة أيضاً جواب الأسئلة رقم: (292915) و(298296) و(300708).
وعلى ذلك: فإنك لا تصلين، ولا تصومين، حتى تطهري من حيضتك، ويحصل لك الجفاف التام، على ما تعتادينه في الطهر من كل حيضة.
ثانيا:
لا ننصح بأخذ حبوب لإيقاف الدورة لأجل الصوم؛ لأن ذلك قد يسبب اضطرابها.
وإذا كنت بحاجة لإيقاف الحمل مدة، وأخذت حبوبا لذلك، فلا حرج، سواء نزل الحيض أو ارتفع.
والله أعلم.