عنوان الفتوى : حكم ملامسة النجاسة للأشياء الطاهرة
كان بيدي أعزك الله شيء من المذي وذهبت إلى السيارة وقمت بقيادتها، وعندما رجعت غسلت يدي وغسلت الذكر وتوضأت وبعدها جلست أفكر في كل شيء لمسته من باب وثوب ومفتاح ومقود سيارة قبل أن أغسل يدي بأنها قد تنجست وأني كلما لمستها مرة أخرى فإني سوف أتنجس، علما بأني من قبل الحادثة وأنا أعلم أن المذي نجس، هذا وقد مر عليها أكثر من أسبوعين. أفيدوني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كان المذي الذي في يدك لا يزال رطبا حينما لمست الأشياء التي ذكرتها، ومن ثم حصل انتقاله إليها، فالواجب عليك غسل الأشياء التي انتقل إليها، لأن المذي نجس يجب غسله إذا طرأ على محل طاهر، أما إذا كان المذي الذي في يديك يابسا، فإن نجاسته في هذه الحالة لا تنتقل إلى غيره مما لمست، لأن ملامسة النجاسة للمحال الطاهرة لا تنجسها، فقد صرح الفقهاء بأن النجاسة إذا يبست لم ينتقل حكمها إلى المحال الطاهرة إذا لامستها، وراجع الفتوى رقم: 10694. وننبه السائل إلى أنه يجب عليه أن يترك الوساوس التي تختلج في صدره، لأن ذلك من الشيطان، فكم ضيع على عباد الله من عبادات بسبب وساوسه، وكم شق عليهم، وأدخل العنت في حياتهم بما يمليه عليهم، وكيف لا ننجو من كيد ووساوس الشيطان مع قوله تعالى: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً [النساء: 76]. والقاعدة الفقهية الأصلية: "اليقين لا يزول بالشك" واليقين في الأشياء الطهارة حتى تثبت نجاستها بدليل، وراجع الفتوى رقم: 34174، ورقم: 2860. والله أعلم.