عنوان الفتوى : علاج الوساوس يحتاج إلى قوة إرادة وصدق عزيمة
أنا مصابة بالوسواس، وأحاول جاهدة التخلص منه، تأتيني أفكار بأني إذا لم أفعل كذا (أي أمر) فقد كفرت. وأحاول صد هذه الخواطر والأفكار، ولكنها تغلب علي، وأقول أنا كافرة، أو كفرت للتخلص منها. فهل علي ذنب؟ ويأتيني شعور بعدها بأني كفرت حقا، ويجب علي الاغتسال. فما حكم حالتي هذه هل يجب علي الاغتسال؟ كما أني أعاني من وسواس البدء في الصلاة والوضوء، وتكرار البسملة. فهل أتوضأ وأكمل رغم الشكوك التي تراودني؟ أجيبوني جزاكم الله خيرا، فالوساوس وكثرة التفكير أرهقتني، ويصعب علي الإعراض عنها.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي -عافاك الله- أنه لا علاج للوساوس سوى تجاهلها والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وزعمك أن هذا صعب، هو من خداع الشيطان لك، فالأمر يسير على من يسره الله عليه، فقط يحتاج منك إلى قوة إرادة وصدق عزيمة، فمن الآن فابدئي، ولا تلتفتي للوسواس في أي باب من أبواب الدين مهما عظم، أو كثر، وإلا فإنك ستبقين في هذا العناء، فإن وسوس لك الشيطان أنك كفرت فلا تبالي بذلك، ولا تنطقي الشهادتين ولا تغتسلي، بل اقطعي واجزمي بأنك على الإسلام والحمد لله، ولا تؤثر في صحة إسلامك هذه الوساوس، وإن وسوس لك في الوضوء بأنك لم تغسلي كذا، أو لم توصلي الماء إلى الموضع الفلاني، فلا تبالي بوسوسته، ولا تعيريها اهتماما، واستمري في وضوئك غير مكترثة بالوساوس، وإن وسوس لك في الصلاة بأنك لم تكبري بشكل صحيح، أو لم تقرئي القراءة الواجبة، أو لم تفعلي كذا، أو أنك نقصت شيئا من الأركان أو الواجبات، فلا تلتفتي إلى شيء من ذلك، وامضي في صلاتك، وتعوذي بالله من الشيطان؛ فإنه هو الذي يلقي في قلبك هذه الوساوس ليوقعك في الحرج العظيم. ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، كما يمكنك مراجعة أحد الأطباء الثقات، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.