عنوان الفتوى : بين سجود الشكر وصلاة الشكر
هل هناك ركعتا شكر لله أم أنها سجدة شكر؟ وماذا لو أراد الإنسان أن يصلي لله ركعتين بنية الشكر؟ هل يكون في ذلك مبتدعا؟ وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه يشرع للإنسان إذا تجددت له نعمة أو اندفعت عنه نقمة كأن حصل له فرج من شدة أو رُزق مولودًا، فإنه يشرع له أن يسجد سجود الشكر، وصفته: أن يكبر ويسجد، ثم يقول: سبحان ربي الأعلى، ويدعو بما تيسر. وسجود الشكر مستحب لما رواه أحمد والحاكم وصححه، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، قال: سجد النبي صلى الله عليه وسلم فأطال السجود ثم رفع رأسه وقال: إن جبريل أتاني فبشرني فسجدت لله شكرًا. ولما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم أهل اليمن خر ساجدًا شكرًا لله على ذلك. رواه الترمذي ، وإسناده صحيح. وكذلك عمر رضي الله عنه، لما جاءه خبر فتح من قِبَل اليمامة سجد، وسجد أبو بكر رضي الله عنه، لما أتاه خبر مقتل مسيلمة الكذاب، وسجد علي رضي الله عنه، لما وجد ذا الثدية بين قتلى الخوارج. وأما صلاة ركعتين بمناسبة حدوث نعمة أو دفع نقمة شكرًا، فلا أعلم له أصلاً من السنة، ولو نواها ركعتين سنة الوضوء لكان أفضل. وأما إذا صلى ركعتين فهل يُعدُّ مُبتَدِعًا؟ فلا؛ لأنه ليس كل من وقع في البدعةِ يكون مبتدعًا، بل لا بد من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع. فمن استيفاء الشروط أن يكون العملُ بدعةً وأن يكون عالمًا بذلك، قد قامت عليه الحجة. وانتفاء الموانع: من الجهل، والتأويل، والإكراه، ونحو ذلك. وعلى كُلٍّ، فإن أمر التبديع أو التفسيق أو التكفير خطير، ولا ينبغي الدخول فيه إلاَّ لأهل العلم. والله أعلم.