عنوان الفتوى : أهل البغي.. تعريفهم.. وأحكامهم
الحمد لله وبعد أهل البغي .. ما معناها؟ وما السبب في تسميتهم بذلك؟ وما هي أهم أحكامهم في الدنيا؟ وما مصيرهم في الآخرة؟ وبالله التوفيق.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالبغي في اللغة: الظلم، يقال بغى على الناس بغيا، أي: ظلم واعتدى، فهو باغٍ، والجمع: بغاة، وبغى: سعى بالفساد، ومنه الفئة الباغية. والفقهاء في تعريفهم للبغاة يزيدون بعض القيود على التعريف اللغوي. يقول العلامة ابن عابدين رحمه الله من الحنفية: والبغاة هم -كما في الفتح- قوم مسلمون خرجوا على إمام العدل ولم يستبيحوا ما استباحه الخوارج من دماء المسلمين وسبي ذراريهم، والمراد خرجوا بتأويل، وإلا فهم قُطَّاع. وفي الاختيار: أهل البغي كل فئة لهم منعة يتغلبون ويجتمعون ويقاتلون أهل العدل بتأويل، يقولون: الحق معنا ويدّعون الولاية. اهـ ويقول العلامة زكريا الأنصاري رحمه الله في أسنى المطالب: وهم الخارجون عن الطاعة لإمام العدل ولو جائرا باقتناعهم من أداء حق توجه عليهم بتأويل فاسد لا يقطع بفساده، بل يعتقدون به جواز الخروج؛ كتأويل الخارجين على علي رضي الله عنه بأنه يعرف قتلة عثمان رضي الله عنه ويقدر عليهم ولا ينتصر منهم لمواطأته إياهم. اهـ ويبين زكريا الأنصاري بعض أحكامهم فيقول: ويجب قتالهم، فقد أجمعت الصحابة عليه، وليسوا فسقة كما أنهم ليسوا كفرة، لأنهم إنما خالفوا بتأويل جائز باعتقادهم، لكنهم مخطئون فيه. وأما في الآخرة، فهم تحت مشيئة الله تعالى كغيرهم من المسلمين. والله أعلم.