عنوان الفتوى : ما حكم قول Jesus عند التعجب والاندهاش أو الفزع كما يقول النصارى؟
ماحكم قول Jesus؟ فهل تدخل في الشرك إذا كان قائلها على سبيل التعجب او الاندهاش كما يفعل النصارى من الأجانب في الأفلام وغيرها؟ أحد معارفي من زمن بعيد قالها وأريد أن أكلمه عنها ولكن لم أجد فتوى عن الموضوع. وجزاكم الله خيرا
الحمد لله.
لا يجوز للمسلم أن يقول "Jesus" عند التعجب أو الاندهاش أو الفزع كما يقول النصارى؛ فإن مرادهم: يا إلهي! وهم يعتقدون أن إلههم هو عيسى عليه السلام، وليس عيسى بإله، وإنما هو عبد الله ورسوله، ومن اعتقد في عيسى شيئا من الإلهية فهو كافر.
فهذا القول فيه محذوران:
الأول: التشبه بالكفار، وهو محرم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ رواه أبو داود (4031)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم، كما في قوله: ومن يتولهم منكم فإنه منهم " انتهى من اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (1/ 270).
الثاني: أنه إن ذكر اسم عيسى عند الشدة أو الفزع، كان ذلك من دعائه والاستغاثة به، وذلك شرك بالله تعالى، وقد قال تعالى: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ يونس/106
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره (15/ 219): " (فإنك إذًا من الظالمين)، يقول: من المشركين بالله، الظالمي أنفُسِهم." انتهى.
وقال تعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ المؤمنون/ 117
وفي صحيح البخاري (4497) قال النبي صلى الله عليه وسلم: من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار .
وقد نهى الله تعالى الصحابة رضي الله عنهم عن قولهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (راعنا)، مع كونهم يقصدون بها معنى صحيحا، وذلك لأن اليهود يقولونها ويقصدون بها معنى قبيحا، فنهاهم الله تعالى عن مشابهة اليهود في اللفظ، وإن كانت المقاصد مختلفة، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ .
قال السعدي رحمه في في تفسيره:
"كان المسلمون يقولون حين خطابهم للرسول عند تعلمهم أمر الدين: رَاعِنَا أي: راع أحوالنا، فيقصدون بها معنى صحيحا، وكان اليهود يريدون بها معنى فاسدا، فانتهزوا الفرصة، فصاروا يخاطبون الرسول بذلك، ويقصدون المعنى الفاسد، فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة، سدا لهذا الباب، ففيه النهي عن الجائز، إذا كان وسيلة إلى محرم.
وفيه الأدب، واستعمال الألفاظ، التي لا تحتمل إلا الحسن، وعدم الفحش، وترك الألفاظ القبيحة، أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأمر غير لائق، فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن فقال: وَقُولُوا انْظُرْنَا فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور." انتهى.
وينظر: جواب السؤال رقم (250434).
والله أعلم.