عنوان الفتوى : وسائل معينة على الثبات في بلاد الغرب
أنا شاب أعيش في بلاد الغرب بسبب الحرب التي جلبتني إليها ، ولدي عدة مشاكل: 1ـ الصلاة أمام الناس في الشارع، وأحيانًا أكون في الرياضة، أو في مشروع مدرسي، فتفوت عليّ الصلاة، وللأسف لا أحد يفعلها، ولديّ خوف كبير من الناس، فما الحل؟ 2ـ أهلي يطلبون مني باستمرار شراء الأغراض، وهذا يضايقني لصعوبة الأمر هنا، وبعد المسافات، وضياع الوقت، فأنزعج كثيرًا. 3ـ كيف أقوّي إيماني، وأعيش بسعادة هنا، فأنا قد فقدتها، ووضعي ليس بالجيد. 4ـ أهلي متضايقون من وضعي الدراسي الذي سببه تغير المنهج واللغة، فما الحل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما الصلاة: فإنها عمود هذا الدين، ولا عذر لمسلم في تأخير الصلاة عن وقتها، وإخراجها عنه، وتعمد تأخير الصلاة عن وقتها من أعظم الذنوب، وأكبر الموبقات، وانظر الفتوى رقم: 130853.
فعليك أن تحافظ على صلاتك تحت أي ظرف، ولا تخجل من الناس، فإنك على الدين الحق، فما الذي يخجلك؟ وحيثما أدركتك الصلاة، فصلّ، فإن الأرض جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته مسجدًا وطهورًا.
وإذا كانت لك حاجة ملحة، فيجوز لك الجمع بين الصلاتين مشتركتي الوقت، على ما بيناه في الفتوى رقم: 142323.
وأما حاجات أهلك: فعليك أن تحتسب في أثناء قضائها، وأنك بذلك مطيع لله تعالى، مأجور على ما تقوم به من قضاء تلك الحاجات، واشغل نفسك حال قضاء تلك الحاجات بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، ونحو ذلك من الأعمال الصالحة التي تجمع بها بين المصالح، وتحقق قدرًا أكبر من الحسنات.
وأما إيمانك: فأهم ما تقويه به هو البحث عن الصحبة الصالحة، والرفقة الطيبة، فابحث عن أبناء الجالية المسلمة في تلك البلد، وتعرف إليهم، واصحب أهل الخير فيهم، يعنك ذلك على طاعة الله تعالى.
واجتهد في الدعاء، فإنه من أعظم وسائل تحقيق المطلوب ودفع المرهوب، وأكثر من سماع المحاضرات النافعة، ومتابعة المواقع المفيدة، والزم ذكر الله تعالى، وأكثر من النوافل بعد الحفاظ على الفرائض.
وأما وضعك الدراسي: فيحتاج منك إلى مزيد جهد، وبذل للوسع في تعلم تلك اللغة، والأخذ بأسباب التفوق بعدم إضاعة شيء من الوقت، والاجتهاد في الدعاء، والتركيز التام في الدراسة.
واعلم أن المسلم عالي الهمة، لا يرضى بالدون، ولا يقنع بسفاسف الأمور، فكن مثلًا للمسلم المتفوق، الحريص على طاعة ربه، المجتهد في دراسته، المطيع لوالديه، البار بهما، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 341161، وما أحيل عليه فيها -نسأل الله لك التوفيق-.
والله أعلم.