عنوان الفتوى :
أعاني من وسواس الكفر: فعندما توفي أخي لم يصم شهر رمضان في آخر ثلاث سنوات، وهناك سنة أفطر فيها كانت لديه مشاكل في معدته وسنتان كان يعمل وعمله صعب، وهذا ليس مبررا لكي يفطر، وبعد وفاته كنا في جلسة وتحدثنا عنه فقلت يشهد الله أنه لو لم يكن يعمل لأفطر لأن جسمه ضعيف ولا يستطيع الصوم، فبررت له أمام أمي ونساء عمي وبنات عمي، ولكنني ندمت فيما بعد لأنني شعرت بأني أشهدت الله على كلام كذب... وأبي وأمي كانا قلقين بشأنه كثيرا عندما توفي، وكانا يوزعان الكثير من الصدقات.... وقد شاهدته في الحلم فأخبرت عائلتي ولكني أضفت عليها من عندي كي ترتاح عائلتي وقلت لهم إن أخي ـ رحمه الله ـ أخبرني أن الله لا يعذبه وأن الله دفع عنه العذاب وتأتيه حسنات كثيرة، وأبي قد تبرع لبناء مساجد ومساعدة الفقراء ومراكز تحفيظ القرآن، وصدقات مالية، فهل ذلك يصل للميت؟ وهل هذان الأمران يخرجان الشخص من الملة؟ وهل من تمام شروط التوبة أن أخبر عائلتي بأنني كذبت بشأن الحلم الذي رأيته...؟ وهل يجب علي الاغتسال ونطق الشهادتين؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أنك أخطأت حين أشهدت الله تعالى على ما لا تعلمين شهادته عليه، وحين كذبت في رؤياك، ولكنك لا تخرجين من الإسلام بذلك، فأنت بحمد الله على الملة، فلا داعي للوسوسة في هذا الأمر، ويكفيك التوبة مما قلت، ولا يلزمك إخبار أحد بذنبك، بل اجعلي توبتك فيما بينك وبين ربك تبارك وتعالى، ولا تعودي لمثل هذا الإخبار الكاذب، وأما أخوك ـ رحمه الله ـ فاجتهدي في الدعاء له والاستغفار له، وكل قربة تقربتم بها عنه ووهبتم ثوابها له، فإن ذلك ينفعه، وتنظر الفتوى رقم: 111133.
وما عليه من صيام، فالواجب أن يطعم عنه مكان كل يوم مسكين، وإن صمتم تلك المدة التي أفطرها عنه جاز ذلك.
والله أعلم.