عنوان الفتوى : من شروط تغيير المنكر
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله. اعتاد الناس في بلدي على إقامة ما يسمى بالمولد النبوي كل مساء يوم خميس وفي مناسبات أخرى. في هذا المولد يقرءون في كتاب (المولد النبوي) للديبعي، حيث يصلون على النبي عليه الصلاة والسلام ويذكرون خصاله الحميدة وشيئًا من سيرته العطرة ويوردون روايات من سيرته ربما قد اختلف في صحتها جمهور المسلمين واعتبروها من الإسرائيليات. بعض الشباب الإسلامي يعترض بشده على إقامة هذه الموالد و يعتبرها بدعه، وقد وصل الأمر بين الشباب الرافض والآباء والأجداد الذين يقيمون هذه الموالد إلى حد الاشتباك وربما الشتم. سؤالي: هل هذه الموالد جائزة، أقصد مباحة أم أنها بدعة ممنوعة. أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الاحتفال بالمولد النبوي من البدع التي انتشرت في كثير من بلاد المسلمين، وإنا الله وإنا إليه راجعون. وقد بينا حكمه في الفتوى: 1888 والفتوى رقم: 18765. لكن إنكار البدع أو غيرها من المنكرات يجب أن يكون بحكمة ورفق، فتغيير المنكر بالاشتباك أو بالشتم لا يخفى أنه قد يجر إلى ما هو أعظم بكثير من الاحتفال بالمولد. ومن شروط تغيير المنكر ألاَّ يجر إلى ما هو أعظم منه. بالإضافة إلى أن الأباء والأجداد يجب برهم والإحسان إليهم وخطابهم بالقول اللين، أما الاشتباك معهم أو تبادل الشتائم فهو من العقوق الذي هو من أكبر الكبائر عند الله تعالى، لذا فإنا ننصح من يحتفل بالمولد النبوي بأن يكف عنه وأن يبدله بما هو أنفع له من اتباع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والطاعة له والتمسك بهديه، وأن يسمعوا الحق ويقبلوه ممن أتى به ولو كان صغيرًا، كما ننصح الشباب بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يعلموا أن لإنكار المنكر شروطًا لا بد من الأخذ بها حتى يؤتي أكله وتظهر ثمرته. نسأل الله تعالى التوفيق للجميع. والله أعلم.