عنوان الفتوى : حكم الرسائل التي يذكر فيها عدد معين من الحسنات في حال إرسال أحد الأذكار
"اقرأها كاملة، ثم انظر للرقم الأخير، وبعدها قرر. قال صلى الله عليه وسلم: كلمتان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم. أرسلها ل 30 شخصًا، لو قالوها تحصل على5 ملايين ومائتي ألف حسنة، ولو أرسلها كل واحد إلى 30 شخصًا، ستحصل على 4680000000 لا تدري متى تموت، فاجعلها حسنة جارية. هذه نص رسالة أتتني. هل مثل هذه الطرق للذكر صحيحة، وجيدة، أم بها شيء خاطئ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه لا شك في صحة ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
ولا شك في أهمية الدلالة على الخير، وأنه يرجى للداعي نيل مثل أجر من عمل بذلك؛ لما في الحديث: من دل على خير، فله مثل أجر فاعله. رواه مسلم. وفي الحديث: الدال على الخير كفاعله. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
قال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (من دل) أي: بالقول، أو الفعل، أو الإشارة، أو الكتابة (على خير) أي: علم، أو عمل مما فيه أجر وثواب (فله): فللدال (مثل أجر فاعله) أي: من غير أن ينقص من أجره شيء. اهـ.
وأما الطريقة المذكورة في الدعوة إلى هذا، وما ذكر من عدد الحسنات في ثوابه، فليست صحيحة، ونخشى أن تكون من القول في الدين بغير علم.
فينبغي للمسلم الحرص على الدعوة إلى جميع الطاعات، وأن يدعو إليها من تيسر له الاتصال به من غير حد، وأن يكون مخلصًا في ذلك، وأن يثق بوعد الله في عدم إضاعة أجر المحسنين، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {التوبة:120}،{هود:115}، {يوسف:90}.
والله أعلم.