عنوان الفتوى : النوم عن الصلاة بين الإثم وعدمه
ما حكم من نام عن صلاة كسلا وهو يذكرها؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي أول ما ينظر فيه من أعمال العبد، فمن حافظ عليها فاز ونجا، ومن ضيعها خاب وخسر، وقد ثبت الوعيد الشديد في حق تاركها، أو المتهاون بها، قال الله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}.
وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4ـ 5}.
ومن المحافظة على الصلاة أداؤها في وقتها، لقوله تعالى: فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء:103}.
وبخصوص النوم عن الصلاة: فقد يكون فيه تفريط يأثم به صاحبه، وقد لا يكون فيه تفريط ولا يأثم صاحبه، فإن كان الشخص قد نام بعد دخول وقت الصلاة وهو يعلم أنه لن يستيقظ إلا بعد خروج الوقت, وترتب عليه فواتها, فإنه آثم, وإن كان نومه قبل دخول وقتها, فلا إثم عليه, ولو لم يستيقظ إلا بعد خروج وقتها, وقد فصلنا ذلك في الفتويين رقم: 231631، ورقم: 284536.
والله أعلم.