عنوان الفتوى :
بليت بمدرسة خبيثة، فيها أنواع الاختلاط ومزبلة الأخلاق مما لم أر في حياتي، فالكاسيات العاريات يقبلن بعضهن في الفم (والحمد لله الذي حجب بصري عن ذلك) في الحصة، ولا تجد معارضا، و في حصص الرياضة لا ألعب لمرضي، ولا يمكنني الخروج حيث يحبسونني فيها لمدة ساعة، والعري في كل مكان، دون ذكر مضيعة الوقت وخروج وقت الصلاة ، فلا أستطيع تحمل البقاء، فما حكم استعمالي لشهادة طبية تبيح لي الخروج ؟ س2: هناك شخص يدرس الاجتماعيات يقول إن الإمام ابن حنبل رحمه الله يميل لبعض طوائف المبتدعة، لذلك ينتشر مذهبه في بلاد الصفوية ، وهذا كذب ، ويقول أيضا إن الأشعرية مذهب يدعو إلى السلام ليس كالذين يكفرون تارك الصلاة ، وهذا أيضا كذب ، حتى أني عارضته ، ووجدت أنه لا يعلم من هم الأشعرية ، ويقوم بالإفتاء في الدين بغير علم ، فما حكم حضور حصص هذا الجاهل ؟ مع العلم أن المدرسة فيها اختلاط وعري ! أوصوني جزاكم الله خيرا، فإنني لا أجد للحق نصيرا ! حتى أن والدي يحذرانني من التشدد والعياذ بالله !
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر للسائل غيرته على محارم الله، وغضبه لانتهاك حرمات الله، غير أننا نوصيه أول ما نوصيه أن ينزه لسانه عن بعض الكلمات التي لا تزيد الحق حجة، ولا البيان وضوحا، وإنما قد يشوش بها أهل الباطل عليه، ويتخذونها ذريعة لرد نصيحته.
ثم نوصيه ثانيا بأن يسعى إلى استبدال هذه المدرسة بأخرى غير مختلطة، ليسلم له دينه، فإن لم يستطع فليبحث عن مدرسة تكون فيها المنكرات قليلة، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
ونقول في جواب سؤاله الأول: إن كانت هذه الشهادة الطبية صحيحة؛ أي: غير مزورة، وأردت أن تستعملها في الخروج إلى أوقات الصلاة، أو الخروج لغرض آخر تسوغه الشهادة الطبية فلا شك في جواز ذلك .
وأما سؤاله الثاني فجوابه أن نقول: يجوز لك حضور حصص الدراسة مع هذا المدرس إلا أننا ننصحك بترك مناقشته فيما يقوله من أخطاء، بحيث يكون الدرس منحصرا في مقررات الكتاب المدرسي، ففي ترك المناقشة سلامتك وسلامة بقية الطلاب من سماع الشبهات.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى: 39152، 179719، 346180، 312853.
والله أعلم.