عنوان الفتوى : لما صعد السماء عرف أسماءهم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أريد تفسير التناقض الذي أراه في أول حديث في كتاب الصلاة في صحيح البخاري، حيث إن الحديث ينص على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مر بسماء ووجد فيها نبيا كان يسأل جبريل من هذا، وذلك في رحلة الإسراء، ومن المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء جميعا في المسجد الأقصى قبل العروج إلى السماء، فيكف يكون قد التقى بهم في الأرض ويسأل عن أسمائهم عندما يمر بهم في السماء؟ أرجو التوضيح وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فليس هناك تناقض بين صلاته صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في بيت المقدس عندما أسري به، وبين سؤاله عن أسمائهم في السماء عندما عرج به، فيمكن أن يكون قد رآهم في بيت المقدس على سبيل الإجمال دون التمييز بين فلان وفلان، فلما عرج به سأل عمن لقيه منهم، لكن يشكل على هذا رواية مسلم ، والتي فيها: لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربةً ما كربت مثلها قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود، وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم، فحانت الصلاة فأممتهم.... ولكن يمكن الجواب عن ذلك بأجوبة منها: -أن أكثر الروايات فيها ذكر صفات هؤلاء الأنبياء دون ذكر الصلاة بهم عقب ذلك. -- قال عياض: يحتمل أن تكون صلاته بهم بعد رجوعه من السماء. اهـ. لكن يشكل عليه أن الروايات تظاهرت على أن صلاته بهم كانت قبل العروج. -أنه عرفهم في بيت المقدس ثم أُنسيهم، فلما لقيهم في السماء سأل عنهم. -أن صفاتهم في بيت المقدس قد تغيرت لما كانوا في السماء. -أنه رآهم في بيت المقدس وعرف صفاتهم ولم يعرف أسماءهم، فلما صعد السماء عرف أسماءهم، فلما حدَّث بما رأى حدث بمجموع الأمرين، ولعل هذا الجواب هو الأقرب. والله أعلم.