عنوان الفتوى : لا يحكم بنجاسة شيء بمجرد الشك
عندي وسواس في الطهارة، وقد ضرني في الدنيا والدين، فعند دخولي ـ أجلكم الله ـ الحمام أحيانا تكون على الأرض يقايا بول، وعند الاستنجاء عن طريق الماء تتطاير نقاط من الماء من منطقة القبل أو الدبر على قدمي، فأقوم بغسلهما، فإذا بقي الماء على قدمي وذهب مع الوضوء، والبيت عندنا مفروش بالسجاد، وأحيانا يقوم إخوتي بالدخول إلى الحمام، وتكون أرضية الحمام نجسة، فهل عند الخروج من الحمام والمشي على السجاد بأحذيتهم تصبح الأرض نجسة؟ وهل عندما أقوم بالمشي وقدمي مبلولة يصبح نجسا، وعلي إعادة الوضوء؟ وعند الغسل يكون قد أصاب الجسم بعض النجاسة، فهل تجب إزالتها أثناء إزالة النجاسة من القبل؟ أم أقوم بإزالة النجاسة من القبل والدبر ثم أستحم؟ وهل يجب الوضوء أثناء الغسل؟ وأحيانا تكون أرضية الحمام نجسة، فهل يجب علي تطهيرها أم أقوم بالغسل فقط؟ وعند الاستحمام وسكب الماء على نفسي تكون الأرضية نجسة ويرتد الماء من الأرض على قدمي، فهل يجب غسل قدمي أم لا؟. وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فههنا أمور ننبهك عليها، وبها يزول عنك الإشكال -إن شاء الله-
أولا: الأصل في أرضية الحمام هو الطهارة، فلا تحكم بنجاسة شيء من النعال التي دُخِل بها الحمام أو غيرها ما لم يكن عندك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه أنها تنجست، واطرح كل شك ووسوسة في هذا الباب، وابن على الأصل وهو الطهارة، وانظر الفتوى رقم: 121334.
ثانيا: بقايا الماء الذي استنجيت به محكوم بطهارتها، والماء إذا انفصل عن النجاسة غير متغير بها، فهو طاهر عند كثير من العلماء، وانظر الفتوى رقم: 170699.
ثالثا: الأرض وما اتصل بها اتصال قرار كالشجر والبناء تطهر بالجفاف، فلو فرضنا أن الأرض تنجست، فإن جفافها مطهر لها.
رابعا: إذا شككت في تنجس بدنك أو ثوبك أو غير ذلك، فاعمل بالأصل وهو الطهارة، ولا تلتفت إلى كل الشكوك التي تعرض لك.
خامسا: عند اغتسالك إذا كنت متحققا من وجود النجاسة على بدنك، فابدأ بإزالتها ثم اغتسل، ويحصل غسلك بصب الماء على جميع بدنك، فمتى حصل لك غلبة الظن بتعميم بدنك بالماء فقد طهرت وارتفع حدثك.
سادسا: جاهد الوساوس في كل أبواب الدين، فإن استرسالك معها يفضي بك إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.