عنوان الفتوى : هل يفهم من ظهور عيوب في الخاطب بعد الاستخارة ترك إتمام الخطبة
تقدم لي عريس، وصليت عدة استخارات حتى يرشدني الله للطريق السليم، ولكنني أحتار جدا، وحلمت أحلاما عديدة ﻻ أعرف معناها، وهل هو خير لي أم لا؟ وما زادني حيرة ظهور عدة عيوب فيه، فهل هذه العيوب من الاستخارة وأن الخير ليس فيه؟ ولو وافقت عليه، فهل سيتم الموضوع وتتم خطبتي أو زواجي منه ثم يتم فسخ خطبتي...؟ أم لن ييسر الله الخطبة أو الزواج منه..؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستخارة عند الهم بأمر ما مباح شرعا أمر حسن، أرشد إليه الشرع الحكيم، ومن ذلك الاستخارة في النكاح، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 19333.
وليس من شرط الاستخارة أن يرى صاحبها رؤيا بعدها، بل إذا استشارت الفتاة في أمر الشاب، وعلمت ممن يعرفونه أنه ذو ديانة وخلق حسن، واستخارت فيه، فعلامة الاستخارة في التوفيق إلى إتمام هذا النكاح من عدمه، كما أوضحناه في الفتوى رقم: 123457.
فلا تلتفتي إلى ما رأيت في المنام، بل عليك أن تسألي عن هذا الشاب الثقات من الناس، فإن أثنوا عليه خيرا فاقبلي به زوجا، ولا بأس بأن تكرري الاستخارة، وسيفعل الله عز وجل ما فيه الخير بالنسبة لك، فإن تم الزواج فذاك، وإلا فلا تندمي، فقد يكون الله عز وجل صرف عنك شرا، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وسلي الله عز وجل ـ والحالة هذه ـ أن يبدلك من هو خير منه، ويجوز للمرأة شرعا أن تبحث عن الزوج الصالح، وأن تعرض نفسها على الأكفاء في حدود الأدب الشرعي، وراجعي الفتوى رقم: 18430.
والله أعلم.