الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأشهر الحرم معظمة شرعا, وخصها الله تعالى بالذكر، ونهى عن الظلم فيها؛ تشريفاً لها في قوله عز من قائل: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم {التوبة: 36}.

ولهذه الأشهر فضائل عظيمة, ومزايا كبيرة في الإسلام، فينبغي للمسلم أن يتقرب فيها إلى الله تعالى بما استطاع من صيام النوافل وأعمال الخير، وأن يبتعد عما حرم الله تعالى، كما قال تعالى: فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ {التوبة: 36}.

وقد ذكرنا بعض فضائل الأشهر الحرم, والعبادة فيها, وذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 5938, 14951، 274261.

والمقام الآن لا يتسع لحصر فضائل هذه الأشهر, وخصائصها، فهي كثيرة, ومتشعبة, ونحيل السائل على كتاب: لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف ـ لابن رجب الحنبلي، فإنه قد تحدث فيه حول هذه الأشهر، وسائر شهور السنة وبين ما يمتاز به كل واحد منها من فضائل, وخصائص, ووظائف، وهو كتاب مفيد, ونافع, وفريد في بابه, ويسهل الحصول عليه لتوفره في المكتبات, والموسوعات الإلكترونية.  

والله أعلم.