عنوان الفتوى : حكم اليمين كذبا لسلامة العلاقة الزوجية
أنا فتاة متزوجة، وأعمل في مكان مختلط. وأنا ملتزمة بالزي الإسلامي. وقد حدث في يوم ما أن سألني أحد زملاء العمل "من أي بلد أنتم؟" فاضررت لإجابته. وفي هذه الأثناء دخل زوجي فجأة إلى المكتب في زيارة مفاجئة، ورآني أتبادل الحديث مع ذلك الزميل، فغضب مني واتهمني بأنني أخلفت وعدي له بأنني لن أتكلم مع أحد في غير حدود العمل. فقلت له إن ما كان يدور بيني وبين ذلك الزميل هو حول العمل فقط. فطلب مني زوجي أن أحلف يميناً بالله أنه كان كذلك فحلفت كذباً، لأنني لو لم أفعل ذلك لفقد زوجي ثقته بي في العمل، ولأصبح كثير الظنون والشكوك، وقد يظن أنني أتبادل الأحاديث دوما مع الزملاء. لم يصدقني زوجي وطلب مني أن أقسم بالله العظيم أنني صادقة فيما قلت له فأقسمت. ما حكم ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالأولى البعد عن محادثة الرجال الأجانب والاقتصار على ما دعت إليه الضرورة من ذلك من غير خلوة. أما بالنسبة ليمينك كاذبةً فالأجدر بك أن تلجئي إلى التورية وعدم الإقدام على اليمين. لكن مادمت قد حلفت كاذبة محافظة على سلامة العلاقة مع زوجك فهذا مقصد شرعي، ونرجو أن لا يكون عليك إثم منه، مادامت نيتك الإبقاء على العلاقة الزوجية والرغبة في استمرارها. وعليك أن لا تعودي إلى مثل هذا، مع البعد دائمًا عن مواطن الشك والريبة التي تدعو إلى ما لا تُحمد عقباه. والله أعلم.