عنوان الفتوى : المرجع في هذه الحالة الأطباء الثقات أصحاب الخبرة
أحتاج جوابا سريعا: أنا الآن مقيم في أمريكا, وابني يبلغ من العمر ثلاثة أشهر وهو مصاب بتلف في خلايا الدماغ نتيجة نقص الأوكسجين أثناء الولادة بسبب تمزق الرحم, وهو الآن يتنفس بمساعدة Nasal Cannula ـ أنبوب التنفس الخارجي في الأنف ـ وحسب قول الأطباء يوجد 80% تلف في دماغه وهو لا يستطيع البلع ولا تحريك شفتيه ولا يبكي، حيث فمه مصاب بالشلل ولا يعطس وعينه لا تستجيب للضوء وحركته ضعيفة... وقلبه يعمل وجهازه الهضمي يعمل، ولديه إحساس عند ملامسته، ويتألم عندما يقومون بحقنه بالأبر ويصدر أصواتا عشوائية كالأنين.. وهو في وحدة العناية المركزة، وقال الأطباء إنهم سوف يقومون بنقله إلى مركز تأهيلي للعلاج الطبيعي، وقبل أن يغادر هذا المستشفى الذي هو فيه الآن يجب علينا أن نختار أحد أمرين: إما أن يتم له إجراء جراحة Tracheostomy ـ فتحة في القصبة الهوائية ـ ووضع أنبوب يعمل على إدخال الهواء الخارجي إلى القصبة الهوائية، وإرساله إلى المركز التأهيلي, حيث تساعده هذه العملية على التنفس بشكل أفضل من أنبوب التنفس الخارجي في الأنف، وبالإمكان إرجاعه مرة أخرى إلى المستشفى الذي هو فيه حاليا متى تدهورت صحته ويقومون بإنقاذ حياته قدر الإمكان، وإما عدم إجراء جراحة وإرساله إلى المركز التأهيلي حيث يتم توفير الرعاية الكاملة له في المركز التأهيلي وفي حالة تدهور حالته الصحية سوف لن يقوموا بإرساله إلى طوارئ المستشفى وتركه يواجه مصيره ويموت بشكل طبيعي باعتبارهم أن الدماغ متضرر بشكل كبير، وهو الخيار الأفضل له، فإذا لم أوافق على إجراء عملية Tracheostomy ـ فتحة في القصبة الهوائيةـ وتم نقله إلى مستشفى التأهيل وتعرض لمضاعفات تؤدي إلى وفاته، فما هو موقفنا الشرعي أنا ووالدته أمام الله سبحانه وتعالى؟. وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا أولا نسأل الله عز وجل أن يشفي ابنكم، ثم نوصيكم بكثرة الدعاء وعدم اليأس، فالله على كل شيء قدير، وكل شيء عليه يسير، قال تعالى: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا {الطلاق:12}.
وقد يذكر الأطباء أن الحالة المعينة ميؤوس منها حسب علمهم المحدود ولا يكون الأمر كذلك، وبالنسبة لموقفكم الشرعي تجاه اختيار أي الخيارين المذكورين: فهو استشارة الأطباء الثقات وذوي الخبرة في هذا الأمر لمعرفة ما هو الأصلح، والعمل بما يشيرون به عليكم، ومن انتهى إلى ما سمع فقد أحسن، وبعد بذل الجهد واتخاذ الاحتياط فلا إثم عليكم فيما قد يترتب على تصرفكم، قال تعالى: وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {المؤمنون:62}.
والله أعلم.