عنوان الفتوى : هل يجب سجود السهو في الزيادات القولية؟
في صلاة العصر سرحت ثم انتبهت أثناء التشهد الأول وتذكرت أنني دعوت بقولي: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري ـ ولا أدري هل قلتها بدلا من تسبيح السجود أم بدلا من رب اغفر لي بين السجدتين؟ أم أنني قلتها بعد تسبيح السجود؟ فسجدت قبل السلام سجدتين للسهو، فهل فعلي صحيح؟ وإن كان خطأ، فماذا علي الآن؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزيادة القولية في الصلاة من جنس ما يشرع فيها مثل ما ذكرت من الأدعية وغيرها من الأذكار والتكبير والتسميع لا تبطل الصلاة، ولو أتى بها المصلي في غير محلها، أو سجد لها، لقول بعض أهل العلم بالسجود لزيادتها، قال ابن قدامة في المغني وهو يتحدث عن زيادات الأقوال في الصلاة: إذا فعله ـ ما لا يبطل عمده ـ سهوا، فهل يشرع له سجود السهو؟ على روايتين: إحداهما: لا يشرع له سجود، لأن الصلاة لا تبطل بعمده، فلم يشرع السجود لسهوه كترك سنن الأفعال، والثانية: يشرع له السجود؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس ـ رواه مسلم، فإذا قلنا يشرع له السجود، فذلك مستحب غير واجب، لأنه جبر لغير واجب فلم يكن واجبا كجبر سائر السنن.
ولذلك، فإنه لا شيء عليك، وصلاتك صحيحة مجزية ـ إن شاء الله تعالى ـ ولكن كان الأولى ألا تسجدي لهذا السهو، وانظري الفتوى رقم: 30081.
وانظري كذلك لمزيد فائدة الفتوى رقم: 157475.
والله أعلم.