عنوان الفتوى : كيفية استغلال الاجتماعات العائلية في الدعوة إلى الله
منَّ الله علي بالتوبة، وبعد أن تعلق قلبي بربي، أصبح كلما جاء اجتماع للعائلة يضيق صدري، وأتعوذ من الشيطان، وأخاف أن يلهيني اجتماعهم، ويبعدني عن ربي، علما أني كنت قبل أنتظر كل اجتماع بأحرّ من الجمر، وأنبسط فيه جدًّا. أنا أحبهم لكن كأن في شيئا يقيدني. ولا أقدر آخذ راحتي بالاستغفار والتسبيح، وأخاف أن يكون رياءً أن أترك عملا لأجل الناس. أفيدوني .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي هداك وتاب عليك، ونسأله سبحانه أن يزيدك حرصا على الخير ورغبة فيه.
ولا شك في أن فضول المخالطة مما ينبغي اجتنابه، وأنه مبعد عن الله تعالى، ولكن في وسعك أن تجعلي هذا الاجتماع العائلي سبيلا إلى مزيد التقرب إلى الله تعالى؛ بأن تجعليه محفلا دعويا، فتذكرين فيه المجتمعات بالله تعالى، وتتعاونن على البر والتقوى، فيمكنك أن تعيني من أرادت حفظ القرآن على البدء في هذا الأمر، ويمكنكن اتخاذ كتاب من الكتب السهلة، أو كتب السنة كرياض الصالحين للمدارسة والاجتماع عليه، مع قليل من اللهو المباح الذي تروحن به عن أنفسكن، فإذا فعلت هذا فقد زدت هذا الاجتماع خيرا على خير، وبدلا من أن يكون مجرد اجتماع وتواصل، قد يدخله ما يدخله من المحظور، يصير اجتماعا على طاعة الله تعالى.
وينبغي لك أن تحتسبي في هذه الاجتماعات صلة الرحم، ونحو ذلك من النيات الطيبة، ولا تتركي ما تعتادينه من صالح العمل خوفا من الرياء، بل احرصي على تحصيل الإخلاص، واجتهدي في دفع الرياء عن نفسك دون أن تتركي عملا صالحا، فإن ترك العمل لخوف الرياء من حيل الشيطان في الصد عن سبيل الله.
والله يوفقك إلى ما فيه رضاه.
والله أعلم.