عنوان الفتوى : هل يأثم من تكلم بغير الفصحى؟
كلنا يعرف فضل لغة العرب على سائر اللغات، ولا يخفى هذا على مسلم، ولكن في محيطي ومجتمعي قد يسخر النّاس ويستغربون ممن يتكلم بالفصحى، وهذا غير معهود، خصوصًا في بلادنا التي دارجتها فيها كلمات فرنسية اعتادها الناس، فأريد أن أعرف: هل يأثم من ترك الكلام بالفصحى، وتكّلم بالعامية الدارجة، بما فيها من كلمات أعجمية؛ تجنّبًا لسخرية النّاس؟ وهذا الأمر أتعبني نفسيًّا جدًّا، وصرت محبطًا كوني ضعيفًا ومهزومًا، ومن جهة شقّ عليّ الكلام بالفصحى، وأريد أن أسترجع حياتي الطّبيعية -والحمد لله على كل حال- وهل مثلي لا يصلح لخدمة الإسلام وطلب العلم الشّرعي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجب التكلم باللغة الفصحى، ولا يأثم من تكلم بغيرها من اللغات واللهجات الدارجة، وإن اشتملت على كلمات أعجمية، وإنما يجب عليك أن تتعلم من اللغة العربية ما تتمكن به من فهم ما يجب عليك من أمر دينك، وانظر الفتوى رقم: 174219.
ومن ثم؛ فلا نرى ما يسوغ هذا الشعور الذي تشعر به بالانهزامية وما إليها، فعليك أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، وتجتهد في تعلم اللغة ما وسعك لتتمكن من فهم الكتاب والسنة، وإذا تكلمت بالفصحى فهذا أمر حسن، لكنه غير واجب، ولا تأثم بتركه، وإذا سخر الناس منك أو من غيرك ممن يتكلم بالفصحى، فينبغي تحذيرهم، ونصيحتهم، وأن يبين لهم خطأ ما يفعلون، وانظر الفتوى رقم: 309265.
ولا تحقر نفسك، ولا تمتهنها، بل أحسن الظن بربك، واجتهد في دعائه، وسله أن يستعملك في نصرة الإسلام، وأنت لذلك أهل -إن شاء الله-.
والله أعلم.