عنوان الفتوى : هل يوصف الله بالفهم؟
ما حكم وصف الله، أو الإخبار عنه، أنه سبحانه وتعالى يفهم، كمن يقول إن الله يفهم كل اللغات، فبأي لغة دعوت، فإنه يستجيب لك. لا شك أن الله يحيط بكل شيء علما، إنما
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأسماء الله تعالى وصفاته توقيفية، لا سبيل إلى معرفتها بالعقل.
قال الإمام أحمد رحمه الله: لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث. انتهى.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها، فلا نثبت لله تعالى إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته. انتهى.
وعليه؛ فلم ترد صفة الفهم في حق الله في القرآن والأحاديث -فيما اطلعنا عليه-، فلا يوصف الله بها حتى يَرِدَ الدليلُ.
وأما الإخبار عن الله بذلك، فإن باب الإخبار وإن كان يتوسع فيه ما لا يتوسع في باب الأسماء والصفات من حيث الأصل، كما قال ابن القيم -رحمه الله- في بدائع الفوائد: ما يطلق عليه في باب الأسماء، والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه. انتهى.
إلا أن من الأدب مع الله جل وعلا، التحري في الإخبار عنه، والكف عن إطلاق أي عبارة يحتمل أن يفهم، أو يتوهم منها نقص في حق الله جل وعلا، فالإخبار عن الله بأنه يفهم اللغات، قد يوهم معنى غير لائق، وهو تجدد علم الله بعد أن لم يكن.
فترك ذلك، والإخبار عنه سبحانه بما ورد في الكتاب والسنة أولى، فيخبر عنه بأنه يعلم اللغات ويسمعها.
والله أعلم.