عنوان الفتوى : الحائل على البدن الذي يمنع صحة الغسل
إذا كان في جسم المرأة حائل أثناء غسل الحيض، وكان في نتوء الصدر: المنطقة السوداء في الصدر، حيث إن من المعروف أنه في معظم الوقت يكون هذا النتوء أو الحلقة منكمشة، حيث إني دلكت هذه المنطقة لكن لم يزل، ولم أنتبه له لأزيله، بل اكتشفت ذلك بعد ساعات من الغسل. فهل يصح الغسل، نظرا لأني صليت بعدها صلوات، ثم اكتشفت هذا؟ فهل أعيد تلك الصلوات، حيث كانت صلوات قضاء؛ لأني انتظرت حتى أتأكد من زوال الحيض تماماً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد نبهناك في أكثر من جواب، على أن عليك أن تحذري من الوسواس؛ فإن تتبع الأوهام والشكوك، يؤدي إلى الوسواس، وأن علاج ذلك يكون بتجاهله، والإعراض عنه، وعدم الالتفات إليه، وانظري الفتوى رقم: 48300.
ثم اعلمي أن الحائل الذي يؤثر على صحة الطهارة، هو الحائل الملموس، الذي يمنع وصول الماء إلى البشرة، وانظري الفتوى رقم: 24287 لمعرفة ضابط ما يمنع وصول ماء الطهارة إلى البشرة.
واعلمي أن تعميم البدن بالماء، يكفي فيه غلبة الظن، وأن الشك فيه بعد الفراغ من الغسل لا يؤثر، وانظري الفتوى رقم: 120064.
وإن كان قصدك بقولك: "نتوء الصدر، والمنطقة السوداء في الصدر" حلمة الثدي ومقدمته، فإن هذا المكان ظاهر ويسهل وصول الماء إليه، وليس من الأماكن الخفية في الجسم التي تحتاج إلى أن يتنبه لها عند الغسل، وتكامشه ليس عميقا بحيث يمنع وصول الماء، وإذا كان بينها وسخ أو حائل يسير، فقد نص بعض أهل العلم على أن الحائل اليسير في البدن معفو عنه، مثل ما يكون بشقوق الرجلين من الوسخ..
قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: قال الشيخ: وكل وسخ يسير في شيء من أجزاء البدن، وما يكون بشقوق الرجلين من الوسخ يعفى عنه، وألحق به كل يسير منع، حيث كان من البدن ـ كدم وعجين ونحوهما ـ واختاره. اهـ.
وانظري الفتوى رقم: 139500 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.