عنوان الفتوى : حكم تعبير الرؤى من جوجل أو الكتب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

فسرت حلمي من قوقل. هل يتحقق بمجرد قراءتي للحلم، بدون أن أفشيه؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن الرؤى المنامية، لا يؤخذ تعبيرها من قوقل، ولا من الكتب.

فقد جاء في الفواكه الدواني للنفراوي المالكي: ولا يجوز له تعبيرها بمجرد النظر في كتاب، كما يفعله بعض الجهلة، يكشف نحو ابن سيرين عندما يقال له: أنا رأيت كذا، والحال أنه لا علم له بأصول التعبير، فهذا حرام؛ لأنها تختلف باختلاف الأشخاص، والأحوال، والأزمان، وأوصاف الرائين، فعلمها عويص، يحتاج إلى مزيد معرفة بالمناسبات، ولذلك سأل رجل ابن سيرين بأن قال له: أنا رأيت نفسي أؤذن في النوم. فقال: له تسرق، وتقطع يدك. وسأله آخر، وقال له مثل ما قاله الأول، فقال له: تحج. فوجد كل منهما ما فسر له به. فقيل له في ذلك، فقال: رأيت هذا بِسِمَة حسنة, والآخر بسمة قبيحة. اهـ.

ولذلك نحذر من التعرض لتعبير الرؤيا من قوقل؛ لأنه ليس تعبيرا صحيحا، فقد ثبت في الحديث: إن الرؤيا تقع على ما تعبر، فإذا رأى أحدكم رؤيا، فلا يحدث بها إلا ناصحا، أو عالما. رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.

وفي الحديث: الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت، ولا تقصها إلا على وادٍّ، أو ذي رأي. رواه أبو داود وصححه الألباني.

وهذا محله إذا كانت صادقة، وعبرت تعبيرا صحيحا، وأما أضغاث الأحلام، والتعابير الفاسدة، فلا أثر لها.

قال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين: لم يرد بقوله: فإذا عبرت وقعت. أن كل من عبرها وقعت، وإنما أراد بذلك العالم بها، المصيب، الموفق، لا الجاهل، ولا أراد أن كل رؤيا تعبر؛ لأن أكثرها أضغاث. اهـ.

 والله أعلم.