عنوان الفتوى : نصائح لمن يقوم بالتدريس لصغار السن
استلمت منذ فترة بسيطة مجموعة من الفتيات الصغيرات لأقوم بتعلميهن، وغالبا سأبدأ معهن بالفقه أو بكتاب الأربعين النووية، وأعمارهن تتراوح ما بين العاشرة والثالثة عشرة، وعمري 20 فقط ـ أي لا خبرة لي في العطاء أبدا ـ بل هنّ أول من أقوم بتدريسه، وأشعر بالمسؤولية تجاههن، وأريد أن أعلمهن الدين الحق، لكنني أجهل أو أفتقر للأسلوب في العطاء، فأسلوبي في العطاء للصغار قليل، وبما أنني مازلت طالبة علم أشعر أنني سأكون منفرة لهن من الدين بدلاً من أن أكون محببة لهن فيه، فأسلوبي ليس بالأسلوب الشيق الذي يجذب الأطفال، فأرجو أن تنصحوني بمجموعة من السلاسل والدروس، أو بعض الكتب في أسلوب الداعية وطريقة دعوته، خصوصاً مع الأطفال. وجزاكم الله خير الجزاء على هذا المجهود الذي تبذلونه في توصيل العلم ونشره.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعينك، وييسر أمرك، ويثبت أجرك، وهذا العمل الذي كلفت به عمل جليل، وههنا عدة توجيهات نسديها إليك، يمكن أن تعينك في هذه المهمة ومن ذلك:
أولا: استشعار الإخلاص، فهو أساس لقبول العمل، ومن أعظم أسباب النجاح فيه ـ بإذن الله تعالى ـ هذا بالإضافة إلى الاستعانة بالله والتضرع إليه فمنه التوفيق، وقد أحسن من قال:
إذا لم يكن عون من الله للفتى * فأول ما يجني عليه اجتهاده.
ثانيا: استحضار أن هؤلاء الفتيات أمانة عندك، فهذا من دواعي الصدق في تعليمهن.
ثالثا: هنالك شروح لمثل هذه الكتب التي ستقومين بتدريسها، وخاصة كتاب الأربعين النووية، ويمكنك الاستعانة بمحور الصوتيات في موقعنا على هذا الرابط: http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Lectures ونوصي على وجه الخصوص بشروح الشيخ ابن عثيمين.
رابعا: من المهم جدا استخدام الوسائل والتنويع فيها، لأن هذا يدفع الملل عن الطالبات.
خامسا: أسلوب الحوار واستثارة الأذهان بالأسئلة أثناء الدرس وضرب الأمثال، كل هذه من دواعي التركيز والاستفادة.
سادسا: يمكنك الاستعانة بالأنترنت للحصول على الأسس الفنية للتدريس، وكيفية التأثير على الطالبات، وجعل الجو جاذبا. واستشيري أيضا من لهم خبرات سابقة.
والله أعلم.