عنوان الفتوى : حكم هجر الأقارب بسبب أذاهم وتكليمهم للحاجة فقط
أنا فتاة عمري 26 عاما ملتزمة ـ والحمد لله ـ أراعي الله في الصغيرة والكبيرة، وأخاف سخطه وعقوبته على أبسط الأفعال، وهذا السبب يدفعني لتحمل الأذى والكثير من الإهانات وقلة الاحترام، وأقابلها بالعفو والصفح، وغالبا ما يكون ذلك من أشخاص أصغر مني سنا، ولكنني لا أقاطع أحدا مع قدرتي على ذلك؛ خوفا من الله وحده، وأكظم غيظي لله، وفي الفترة الأخيرة زاد ذلك الأمر، وخاصة من أختي الصغيرة وغيرها من أقربائي، فقررت اعتزالهم واعتزال أختي، وأصبحت أحدثهم عند الحاجة فقط، وأتجنبهم دائما، وأقلل من الجلوس معهم، ولا أعيرهم أي اهتمام حتى أريح نفسي من ذلك الضيق الذي يحل بي كلما ضغطت على نفسي لأعفو عنهم، فهل تصرفي صحيح؟ وما هو الأسلوب الأمثل لعلاج هذه الحالة بما يرضي الله، فهذا ما يهمني حقيقة، فقد تذوقت حلاوة حفظ القرآن، وأصبح كل هدفي في هذه الحياة والحمد لله؟. وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يزيدك حرصا على الخير ورغبة فيه، ثم إنه لا إثم عليك في هجر أختك وغيرها إذا كانوا حقا يؤذونك وتتضررين من مخالطتهم، وأولى ألا يكون عليك إثم إذا اقتصرت في تكليمهم والحالة هذه على قدر الحاجة، وهذا يزول به اسم الهجر عند كثير من أهل العلم. وانظري الفتوى رقم: 181063.
وننصحك بمزيد الصبر والاحتمال، وإذا كان في تكليم هؤلاء مصلحة شرعية كدعوتهم إلى الله ونحو ذلك، فلا تتركي تكليمهم، واصبري على أذاهم، واجتهدي في الدعاء لهم بالهداية والسداد.
والله أعلم.