عنوان الفتوى : التنبؤات المستقبلية... رؤية شرعية
كيف يتنبأ الشيوخ، أو يعلمون، كمن يقول بأنكم سوف تكسبون المباراة. هل هذا حقيقي أم هو كذب؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فادعاء علم الغيب كفر؛ لأنه تكذيب بالقرآن، قال تعالى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ {النمل:65}، وقال تعالى: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ {الأنعام:59}.
والنصوص في هذا كثيرة، فلا يدَّعي علم ما يكون في المستقبل إلا الكهنة، والعرافون، ونحوهم من الدجاجلة، ولا يجوز تصديق هؤلاء، ولا الذهاب إليهم، ومن سألهم وأتاهم فقد ارتكب كبيرة من الكبائر وإن لم يصدقهم، فإن صدقهم في دعوى علم الغيب فذلك كفر، والعياذ بالله.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: فإذا قال لك العراف: سيكون في الشهر الفلاني كذا وكذا، ثم صدقته، فهذا يتضمن تكذيب قوله تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل:65] ؛ لأنك الآن آمنت بأن الكلام من هذا الكاهن، أو العراف حق، فيكون بذلك كفراً أكبر؛ لأن كل شيء يتضمن تكذيب ما قاله الله ورسوله، فهو كفر، ولهذا جاء الحديث الذي رواه مسلم: (من أتى عرافاً فسأله، لم تقبل له صلاةٌ أربعين يوماً)، ولم يذكر الكفر؛ لأن هذا سأل مجرد سؤال ولم يصدقه، بخلاف ما لو سأله فصدقه، فإن تصديقه يتضمن تكذيب قوله تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل:65]، ويكون كفراً مُخْرِجاً من الملة. انتهى.
وأما مجرد التوقعات المبنية على قرائن معينة، إذا لم يجزم الشخص بحصول ما يتوقعه، كأن يتوقع فوز فريق معين؛ لكونه أكثر مهارة وخبرة في اللعب، دون أن يقطع بحصول ما يتوقعه، فهذا لا بأس به؛ لأنه من جنس الفراسة، ولمزيد من التفصيل انظر الفتوى رقم: 132035.
والله أعلم.