عنوان الفتوى : حكم إطلاق لفظ (الأكرم) في المخاطبة
ما الحكم في أن أقول في رسالة لمديري في العمل: الأكرم. مثلا: الأخ المدير، فلان الفلاني ........ الأكرم. تحية طيبة، وبعد.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإطلاق لفظ (الأكرم) في مثل هذا السياق، ليس من باب التسمية، وإنما هو من باب الوصف، ويُجمع على (أكارم)، وهو لفظ مستعمل من قديم، ولا يراد منه ما يفهم من إطلاق صيغة أفعل التفضيل، وإنما يراد منه تفضيل المخاطب على أقرانه؛ فيضاف لكل مخاطب ما يناسب حاله من الكرم، وليس كمال الكرم، أو إطلاقه.
وعلى ذلك، فلا نرى في استعماله ما يوجب الحكم بحرمته، ولكن نرى أن التحوط، وكمال الأدب يمنع منه.
قال الألوسي في (روح المعاني): لم ير بعض العلماء من الأدب، وصف غيره تعالى بالأكرم، كما يفعله كثير من الناس في رسائلهم فيكتبون: "إلى فلان الأكرم". ومع هذا يعدونه وصفا نازلا، ويستهجنونه بالنسبة للملوك ونحوهم من الأكابر، وقد يصفون به اليهودي والنصراني ونحوهما، مع أنه تعالى يقول: {وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}، فعلى العبد أن يراعي الأدب مع مولاه، شاكرا كرمه الذي أولاه. اهـ.
ولذلك ترى كثيرا من الفضلاء، لا يستعملون في مراسلاتهم هذا اللفظ، وإنما يستعملون لفظ (المكرَّم).
والله أعلم.