عنوان الفتوى : أمة الإسلام بين الماضي والحاضر والمستقبل
أين هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد بعث الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في أمة أمية ضعيفة مستذلة جاهلة متناحرة تعبد الأصنام وتأكلها، وتئد البنات أحياء، وتتقاتل السنين لأتفه الأسباب، وتتعاطى الربا والزنا والخمر، وكثيرا من رذائل الأخلاق، ثم إن هذه الأمة لما دخلت في هذا الدين انقلب حالها، فبعد ما كانوا رعاة الغنم صاروا سادة الأمم، وبعد ما كان يستذلهم كسرى وقيصر، كسروا كسرى وقيصر، وبلغت الفتوحات من الحضارة الإسلامية مشرق أرض الله ومغربها، حتى وصلت إلى الصين شرقا وفرنسا غربا. فلما ابتعدت هذه الأمة عن دينها واتبعت شهواتها واستجاب كثير من أبنائها لشبهات ألقاها الكفار عليهم، أصابها الذل والهوان، وعادت إلى ما كانت إليه قبل الإسلام من الضعف والمسكنة والتناحر والأخلاق المشينة. أما عن المخرج مما هي فيه، فإنه يكمن في قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم [الرعد:11]. وفي قوله صلى الله عليه وسلم: إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم. رواه أحمد وأبو داود. فكل واحد من أمة الإسلام مسؤول أن يصلح نفسه وذويه وما استطاع من الأمة، حتى نكون أهلا لنصر الله وفتحه. قال تعالى: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:40]. وراجع الفتاوى التالية: 11616، 2113، 1411، 16286، 18945. نسأل الله أن يعزنا بالإسلام، وأن يعز الإسلام بنا، وأن ينصرنا على عدوه وعدونا، وقبل ذلك على أنفسنا الأمارة بالسوء. آمين. والله أعلم.