عنوان الفتوى : مذاهب العلماء في وصول ثواب الأعمال البدنية للميت
لدي صديق توفي قبل أكثر من 3 أشهر، وانقطع عمله في الدنيا، وكنت أستغفر عنه، وأتصدق عنه، وأفعل كل ما تيسر لي، ليكون أجرا له، وقبل أسبوعين توفي شخص، وحضرت الصلاة عليه، بنية أن ثواب هذا العمل لصديقي المتوفى، ومشيت مع الجنازة إلى أن دفنوها، وأهديت ثواب هذا العمل لصديقي؛ لعظم أجره. سؤالي: هل يصل ثواب هذا العمل للمتوفى؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فثواب صلاتك على الجنازة، يصل لصديقك المتوفى -رحمه الله تعالى- في أحد قولي العلماء.
واعلم -بارك الله فيك- أن مسألة إهداء ثواب الأعمال البدنية للميت، محلُّ خلاف بين العلماء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في عرضه للخلاف في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم): الناس على قولين:
أحدهما: أن ثواب العبادات البدنية: من الصلاة، والقراءة وغيرهما، يصل إلى الميت، كما يصل إليه ثواب العبادات المالية بالإجماع. وهذا مذهب أبي حنيفة، وأحمد وغيرهما، وقول طائفة من أصحاب الشافعي، ومالك. وهو الصواب؛ لأدلة كثيرة، ذكرناها في غير هذا الموضع.
والثاني: أن ثواب البدنية لا يصل إليه بحال، وهو المشهور عند أصحاب الشافعي، ومالك. انتهى.
وعلى ما رجحه شيخ الإسلام وغيره، فثواب صلاتك على الجنازة يصل لصديقك المتوفى رحمه الله تعالى.
ولمزيد فائدة، تُنظر الفتاوى ذوات الأرقام الآتية: 39462 / 77143 / 72356 / 48754.
والله أعلم.