عنوان الفتوى : توجيه قراءة حفص (عليه الله) بضم الهاء

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

في "سورة الفتح" الآية 10 في قراءة حفص يقول تعالى : ( وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، وفي قراءة ورش يقول تعالى: (وَمَنَ اَوْفىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اِللَه فَسَنُوتِيهِ أََجْرًا عَظِيمًا) . والسؤال : ما الحكمة من اختلاف الحركات في كلمة (عَلَيْهُ) لحفص بالضم ، ولورش(عَلَيْهِ) بالكسر، وكلمة (وَمَنْ) لحفص بالسكون،(وَمَنَ) ولورش بالفتح، والاختلاف الكلمتين أيضا (فَسَيُؤْتِيهِ)،(فَسَنُوتِيهِ) ؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله.

أولًا : الاختلاف بين القراءات اختلاف تنوع وتغاير

إن الاختلاف بين القراءات القرآنية، هو اختلاف تنوع وتغاير، لا اختلاف تضاد وتناقض .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " ولا نزاع بين المسلمين أن الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها لا تتضمن تناقض المعنى وتضاده؛ بل قد يكون معناها متفقا أو متقاربا .

.... فهذه القراءات التي يتغاير فيها المعنى كلها حق، وكل قراءة منها مع القراءة الأخرى : بمنزلة الآية مع الآية ؛ يجب الإيمان بها كلها ، واتباع ما تضمنته من المعنى علما وعملا، لا يجوز ترك موجب إحداهما لأجل الأخرى ، ظنا أن ذلك تعارض" انتهى من "مجموع الفتاوى" (13/ 393).

وتعدد القراءات يستفاد منه تعدد المعاني، إذ كل قراءة زادت معنى جديدًا لم يظهر من القراءة الأخرى، وبهذا اتسعت المعاني بتعدد القراءات، إذ تعدد القراءات يقوم مقام تعدد الآيات القرآنية .

وللفائدة: ينظر بحث مطول حول هذه المسألة، في هذا الرابط: 

https://bit.ly/3iqzIU7


ثانيًا : توجيه قراءة الآية 

قال تعالى :  إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا  الفتح /10 .

قرأ حفص وحده بضم هاء الضمير ،   وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ   الفتح/ 10.

و" الحجة لمن ضمَّ : أنه أتى بلفظ الهاء على أصل ما وجب لها .

والحجة لمن قرأه بالكسر : فلمجاورة الياء " .

والأصل "ما يجب من حركتها بعد الساكن".

(واختلفوا) في: فسيؤتيه أجرا فقرأ أبو عمرو ، والكوفيون ورويس بالياء، وانفرد بذلك ابن مهران عن روح أيضًا.

وقرأ الباقون بالنون.

انظر : "جامع البيان" للداني(3/ 1313) ، (4/ 1594)، "النشر" (1/ 305)، (2/ 375).

"الحجة في القراءات السبع" لابن خالويه : (226).

قال "الآلوسي" في "روح المعاني" (13/ 252) : " وقرأ الجمهور عليه بكسر الهاء ، كما هو الشائع . وضمها حفص هنا، قيل: وجه الضم : أنها هاء هو ، وهي مضمومة ، فاستصحب ذلك ، كما في : له ، وضربه.

ووجه الكسر رعاية الياء ، وكذا في : إليه ، وفيه . وكذا فيما إذا كان قبلها كسرة ، نحو : به ، ومررت بغلامه ، لثقل الانتقال من الكسر إلى الضم .

وحسَّن الضم في الآية : التوصلُ به إلى تفخيم لفظ الجلالة ، الملائم لتفخيم أمر العهد المشعر به الكلام .

وأيضًا إبقاء ما كان على ما كان ، ملائم للوفاء بالعهد وإبقائه وعدم نقضه "، انتهى .


ثالثًا :

قال تعالى :   إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا   الفتح /10 .

(واختلفوا) في: (فسيؤتيه أجرا) فقرأ أبو عمرو ، والكوفيون ورويس بالياء ، وانفرد بذلك ابن مهران عن روح أيضًا.

وقرأ الباقون بالنون.

انظر : "جامع البيان" للداني(3/ 1313) ، (4/ 1594)، "النشر" (1/ 305)، (2/ 375).

وتوجيه قراءة النون : أنها التفات من أسلوب الغيبة إلى التكلم .

وتوجيه قراءة الياء : أنها عائدة على اسم الجلالة .

قال "ابن عاشور" في "التحرير والتنوير" (26/ 160) : " وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر ورويس عن يعقوب فسنؤتيه ، بنون العظمة ، على الالتفات من الغيبة إلى التكلم.

وقرأه الباقون : بياء الغيبة ، عائدا ضميره على اسم الجلالة".

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...